دخلت الهند والولايات المتحدة في اتفاق دفاعي يتيح لنيودلهي الوصول إلى البيانات في الوقت الحقيقي والصور الطبوغرافية (التي توضح سمات وتضاريس الأرض) من الأقمار الصناعية العسكرية للولايات المتحدة. وتم التوقيع على الاتفاقية وسط تقارب متزايد في المصالح في ظل هيمنة الصين في منطقة جنوب شرق آسيا.
تم التوقيع على الاتفاقية، التي يطلق عليها اتفاقية التبادل والتعاون الأساسية أو«بيكا»، (BECA) خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر التي استمرت يومين إلى الهند. ستمنح هذه الاتفاقية الهند القدرة على الوصول إلى بيانات الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الحساسة التي ستساعدها على ضرب الأهداف العسكرية بدقة أكبر. كما يمكن للبلدين تبادل خرائط الملاحة والملاحة الجوية والصور التجارية وغيرها من الصور غير المصنفة والبيانات الجيوفيزيائية والجيومغناطيسية وبيانات الجاذبية.
خلال الجولة الثالثة من الحوار الوزاري 2 + 2 في نيودلهي الأسبوع الماضي، أجرى الوزيران الأميركيان محادثات مع نظرائهما الهنديْين، وزير الخارجية «جائى شانكر» ووزير الدفاع «راجناث سينج»، حيث تناولت المحادثات مساحات شاسعة من المجالات تشمل التعاون العسكري الأكبر، والوضع الأمني ​​في منطقة المحيط الهادئ والهندي وزيادة درجة تعقيد التدريبات العسكرية بين البلدين ووباء فيروس كورونا. تعد الولايات المتحدة والهند هما أكبر دولتين متضررتين في العالم، حيث يوجد في الولايات المتحدة أكبر عدد من حالات كوفيد-19 تليها الهند.
التعاون الدفاعي بين البلدين تعمق على مدى السنوات القليلة الماضية، وعبر الإدارات المختلفة حيث شددت الولايات المتحدة تركيزها على منطقة الهند والمحيط الهادئ، على خلفية المخاوف بشأن التحركات الصينية في المنطقة.
في عام 2016، اختارت الولايات المتحدة الهند كشريك دفاعي رئيسي لها. ومضت الهند في ذلك العام قدماً في الاتفاق على تقاسم القواعد العسكرية مع بعضهما البعض للتزود بالوقود وإصلاح الطائرات المقاتلة والسفن الحربية البحرية. وأطلق على هذا الاتفاق اسم اتفاقية توافق الاتصالات والأمن لتبادل الخدمات اللوجستية العسكرية وتمكين الاتصالات الآمنة (الكومكاسا) أو COMCASA، وقد تم التوقيع عليها في عام 2018 والتي أعقبتها مذكرة اتفاقية تبادل الخدمات اللوجستية (LEMOA). وسيعمل هذان الاتفاقان الرئيسيان في مجال الدفاع، جنباً إلى جنب مع BECA الموقعة الآن، على تطور الهند بشكل حاسم كقوة عسكرية جادة في منطقة المحيط الهندي لعقود قادمة.
إن إطار عمل الكومكاسا لتبادل الاتصالات المشفرة بين جيوش الهند والولايات المتحدة هو الطريق إلى الأمام لتحقيق قابلية التشغيل المتبادل، خاصة بالنسبة للمعدات الدفاعية التي توفرها الولايات المتحدة، في حالة ما إذا كان الجيشان يخططان للتمرين في مجالات جوية أو بحرية أو تحت الماء. تركز اتفاقية LEMOA بشكل أساسي على التنسيق العسكري المشترك والعمليات وتزويد كل منهما بالمرافق العسكرية للدعم اللوجستي. بفضل LEMOA، ستتمكن كل من الهند والولايات المتحدة من الوصول إلى المرافق العسكرية لبعضهما البعض للتزويد بالوقود والدعم اللوجستي. ويستلزم ذلك إنشاء البنية التحتية للإصلاح والتجديد للقوات المسلحة الأميركية في الهند حتى تتمكن وحداتها من العمل بفعالية حتى بعد تعرضها لأضرار في المعركة.
توفر الاتفاقيات الثلاث المذكورة أعلاه أيضاً الزخم المطلوب بشدة لنفوذ الولايات المتحدة المتضائل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وعلى الجانب الآخر، تعد زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى سريلانكا وجزر المالديف وإندونيسيا، بعد زيارته إلى الهند بفترة وجيزة، مؤشراً واضحاً على خطط الولايات المتحدة لتكون نشطة للغاية في هذه المنطقة، مع وجود دائم على الأرجح.
برز التعاون الدفاعي بين البلدين باعتباره حجر الأساس لعلاقاتهما. على الرغم من عدم وجود قضايا ضجة كبيرة بين البلدين، إلا أن التقارب الدفاعي كان جانباً رئيسياً في العلاقة. 
على طريق تحديث قواتها المسلحة، تسير الهند وهي أيضاً سوق كبير لشركات الولايات المتحدة. وتستعد لإنفاق المليارات لتحديث جيشها من شراء الطائرات المقاتلة إلى الغواصات ومدافع المدفعية والمروحيات. والاجتماع الوزاري 2+2 هو علامة واضحة على كيفية تداخل المصالح بين البلدين.
*مدير مركز الدراسات الإسلامية- نيودلهي