تشكيل إدارة بايدن القادمة عبر شخصيات مختلفة في جوانبها الثقافية الذاتية يقدم دوراً مهماً في تعزيز الوعي القومي الأميركي، وتكتسي هذه الإدارة أهمية دولية في ظل انتشار الشعبوية في العالم وخاصةً في أوروبا الغربية، وتطرح نموذجاً إلى الإدارات القادمة على مستوى الحكومة المركزية والحكومات المحلية. نأخذ الإدارة الأميركية القادمة إلى ما وراء البحار لتقديم أحد التصورات المستقبلية على السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، وبالتحديد الملف السوري عبر المؤشرات المتاحة. 
فقد تحدث «أنتوني بلينكن» المرشح لمنصب وزير الخارجية في إدارة بايدن عن أهمية تعزيز التحالفات الدولية مع واشنطن لحل مشاكل العالم، والذي سبق له الإفصاح عن الندم الذي يشعر به حِيال سوريا ووضعها الإنساني، ومن الواضح أن ندمهُ مرتبط بجعل سوريا محلاً للصراعات الداخلية والإقليمية والدولية، مقابل تفضيل تحقيق واشنطن الاتفاق النووي مع إيران على حساب إضاعة فرصة التدخل الإنساني في سبتمبر 2013. فهذه المؤشرات من قبل شخصية توصف بأنها على انسجام تام مع الرئيس القادم «بايدن» ستعزز من قوة «قانون قيصر»، الذي وقع عليه الرئيس ترامب في ديسمبر 2019، ودخل حيز التنفيذ في يوليو الماضي، ومن أهداف القانون منع تحويل النصر العسكري للحكومة السورية إلى نصر سياسي، عبر تطبيق قانون قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 المتعلق بإجراء انتخابات وعملية دستورية، إلى جانب كون القانون «قيصر» يقف ضد تحقيق مكاسب روسية وإيرانية في الموارد الطبيعية والقاطعات الحيوية السورية. 
ندامة «بلينكن» وقانون«قيصر الترامبي» كفيلان بتغيير ميزان القوى في سوريا، فأحد التصورات الممكن حدوثها، وجود تحالفات دولية وإقليمية بريادة أميركية تجمع مصالح روسيا كأهم القوى الفاعلة في سوريا، والتي ستجد بأن العقلانية تحتم عليها القبول ببداية مرحلة ما بعد الثورة، مع توفر شخصيات سورية قيادية متوافق عليها داخلياً ودولياً، وضرورة تماسك جزء من المؤسسة العسكرية، وضمان استمرار بعض المصالح الروسية في سوريا، وإمكانية رفع العقوبات الغربية في ملف القرم وأوكرانيا.
وفي الدول المجاورة المرتبطة بالوضع السوري، سنجد تركيا تشهد تقلصاً لدور أردوغان عبر الانضواء تحت الرؤية الأميركية من منطلقات الحفاظ على أمنها أولاً، فأنقرة تجيد لعبة تقييد القضية الكردية إلى حد ما عبر التعاون مع حكومة أربيل والتنسيق مع طهران، إلا أنها تتكبد خسائر كبيرة عبر استمرار الفوضى في الحدود الشاسعة مع سوريا، ناهيك عن إعادة إعمار سوريا يعد مكسباً لتركيا، وفي الشأن الكردي السوري ستضمن واشنطن الحفاظ على مستقبل المواطنة والحقوق في ظل دولة الأم «سوريا». 
وتبقى المعضلة في هذا التحالف المفترض هو خروج النفوذ الإيراني من سوريا، والذي يعني انقطاع رقعة جغرافية محورية مرتبطة بتمدد المشروع الملالي، وهذه المعضلة تعتبر مطلباً أمنياً لإسرائيل، تصر عليه واشنطن، وتتفهمهُ موسكو وأنقرة.