منذ بدء جائحة كورونا «كوفيد-19» أظهر جنود خط الدفاع الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة كامل استعداداتهم وجاهزيتهم للتصدي لهذا الوباء، وبدأت الطواقم الطبية تحث أنفسها على بذل المزيد من الجهد والتفاني والعطاء لخدمة وحماية أفراد المجتمع بتقديم الرعاية الشاملة مع سرعة الاستجابة للأعداد الكبيرة من الإصابات، مشكلين بكل تلك الجهود حائطاً منيعاً يحول بين الأفراد من مختلف الفئات والأعمار وبين الوباء الذي سلب الكثير من البشر حياتهم حول العالم. 
ولا يخفى على أحدٍ كمُّ الجهود المبذولة من قبل جنود خط الدفاع الأول في ظل الأزمة التي أحاطت بالعالم أجمع، والتي تمثلت في تقديم الرعاية الطبية للمرضى، وتوفير سبل الراحة لهم، ونشر الوعي الصحي لدى عامة أفراد المجتمع بكيفية أخذ الاحتياطات والتدابير الوقائية. وفضلًا عن ذلك كله، فقد ضرب جنود خط الدفاع الأول في دولتنا أعمق صور الإخلاص والعطاء من خلال التضحية بأرواحهم من أجل سلامة الآخرين، وأداء الواجب الإنساني على أتم وجه، وهو ما نستطيع وصفه بأنه أسمى بذل وأصدق نبل. 
ولا شك أن ما قام به هؤلاء الأبطال هو محل تقدير لدى القيادة الرشيدة في دولة الإمارات التي قدمت الدعم والاهتمام الكبير لفرق خط الدفاع الأول وثمّنت جهودهم في مناسبات عدة. فجاء منْحُ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسام «أبطال الإنسانية» إلى من فقدوا حياتهم في الخطوط الأمامية لمواجهة جائحة «كورونا» عرفاناً وتقديراً لما بذلوه من إخلاص وشجاعة وتفانٍ، ولتضحياتهم الكبيرة التي قدموها للدولة وأفراد المجتمع، وتعبيراً صادقاً عن الامتنان لهم ولذويهم.
ويعكس اختيار يوم الشهيد لتقليد أبطال خط الدفاع الأول «وسام الإنسانية» من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في واحة الكرامة، رسالة سامية بأن من بذل روحه دفاعاً من أجل الوطن والإنسانية، حقه أن يخلد ذكره، وأن يشاد بمآثره، وتبقى مكانته حية في قلب الوطن وذاكرته على مر الأزمان. وفي بادرة حبٍّ أخرى، جسّدت المشاعر الصادقة والكلمات الطيبة التي أبداها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال اتصال هاتفي بذوي الشهداء من جنود خط الدفاع الأول، كل معاني التقدير لما بذله هؤلاء الأبطال من جهود جبارة كلّفتهم حياتهم في مواجهة الوباء، حيث قال سموه لذويهم: «عندكم أهل في الإمارات، وعندكم أخ اسمه محمد بن زايد»، مضيفًا سموه: «البلد بلدك ونحن أهلك»، لتجسد هذه العبارات كل مشاعر الإخاء والطمأنينة والمساندة لهذه الأسر الكريمة، وتؤكد المعاني الأبوية النادرة والقيم الأخوية الصادقة لدى سموه.
كما تجدر بالاستذكار في هذا السياق، الرسالة التي وجهتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، إلى كل العاملين في خطوط الدفاع الأمامية قائلةً فيها: «أرفع لكم أسمى آيات الشكر على ما تبذلونه من جهود لحماية المرضى والمصابين بفيروس كورونا، قلوبنا معكم في تلبية نداء الوطن الذي يعد تاجاً نفخر به وقت الأزمات».
لقد كان تقدير القيادة الرشيدة، ولا يزال، لجنود خط الدفاع الأول العاملين في المجال الصحي، الأثر البالغ والعميق عليهم وعلى ذويهم وعلى مواطني دولة الإمارات والمقيمين فيها، فما بذله هؤلاء من جهود جبارة في مواجهة الوباء يستوجب من جميع أفراد المجتمع تحمّل مسؤولية وطنية كبيرة، أساسها أن نكون أمناء على الالتزام بإجراءات الوقاية الصحية تجاه دولتنا ومجتمعنا، وبذل كل ما بوسعنا لنكون عوناً للدولة ولأبطال الإنسانية على مواجهة الوباء بكل حرص والتزام.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.