لم يعد خافياً على أحد حجم عمليات الاستثمار المالي في جائحة كورونا منذ اجتياحها الكوكبَ بداية هذا العام. فالأرقام كشفت أن بعض أصحاب الثروات الطائلة أضافوا العديد من المليارات إلى أموالهم خلال فترة المعاناة التي عاشتها البشرية. فهل ما تزال الجائحة دجاجةً تبيض ذهباً؟
شركة (IBM) الأميركية دقّت ناقوس الخطر بشأن قراصنة يستهدفون شركات توزيع لقاحات كورونا، وكشفت النقاب عن «جواسيس رقميين» بدأوا يوجهون اهتمامهم نحو العمل اللوجستي المعقّد الذي ينطوي عليه تحصين سكان العالم ضد «كوفيد-19» في مرحلة بدت مُبشرة بخلاص سلس وجاد من الوباء. لكن كيف تتم هذه القرصنة؟
بحسب تدوينه للشركة نفسها، فإن هناك حملة عالمية للتصيّد تركز على المنظمات المرتبطة بسلسلة تبريد لقاح كورونا، وهي العملية اللازمة للحفاظ عل جرعات اللقاح في درجات حرارة شديدة البرودة (70 درجة تحت الصفر) أثناء نقلها تجنباً للتلف. 
وخطط القرصنة يرجح أنها بدأت في سبتمبر الماضي، وتعدّت مرحلة جمع المعلومات حول مختلف جوانب سلسلة التبريد، ودخلت في مرحلة استخدام رسائل البريد الإلكتروني المصمّمة (بدقة)، وإرسالها بأسماء مسؤولين تنفيذيين في شركات عالمية كبرى، تزوّد سلسلة التبريد المتخصصة في نقل اللقاحات وتخزين العينات البيولوجية.
رسائل البريد الإلكتروني المزيفة تلك تم إرسالها عبر 6 بلدان، واستهدفت نحو 10 منظمات مختلفة حول العالم. وأفاد خبراء أميركيون بأن الجواسيس بذلوا قدراً استثنائياً من الجهد في البحث عن الطراز والنموذج والتسعير لوحدات التبريد الطبية الحيوية، وكانوا على دراية بالمنتجات في السلسلة الطويلة لتوريد اللقاحات، إذ شمل عملهم -بحسب المحققين- الشركات العاملة في تصنيع الألواح الشمسيّة التي تستخدم لتشغيل ثلاجات اللقاح في البلدان الدافئة، وشركات إنتاج البتروكيماويات، التي تستخدم في إنتاج الجليد الجاف. ترى من يقف وراء هذا المحاولة؟
لم يتضح حتى الآن من يقف وراء حملة القرصنة ضد سلسلة توريد اللقاحات التي شكلت أملاً انتظرته البشرية على مدى عام تقريباً، لكن الدلائل تفيد بأن الأساليب التي اتبعها هؤلاء الجواسيس المحترفون تشير إلى دول قويّة.
وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية أصدرت تنبيهاً إلى المنظمات العالمية المرتبطة بتخزين ونقل اللقاحات ضد فيروس كورونا، يحث على توخي الحذر «الشديد» من هذه الهجمات التي سيتم التصدي لها. لكن ثمة احتمال أن يحقق هؤلاء الجواسيس بعض النتائج التي أرادوها. وأفادت آخر الأخبار في هذا المجال بأن هجمات القرصنة بدأت بالفعل على وثائق لشركة «فايزر-بايونتيك».