في أعقاب منح هيئة الأغذية والعقاقير الأميركية الضوء الأخضر لبدء توزيع واستخدام تلقيح شركة «مودرنا»، تحت ما يعرف بالتصريح بالاستخدام في الأوضاع الطارئة، وذلك بعد أسبوع فقط من منح تصريح مماثل لتطعيم شركة «فايزر»، تساءل الكثيرون عن أي التطعيمين أفضل، ومن منهما سيصبح متوفراً على نطاق أوسع؟
إجابة هذه الأسئلة ما زالت غير واضحة بشكل دقيق حتى الآن، وربما قد يستغرق العلماء بعض الوقت لتحديد أيهما أفضل، وإنْ كانا في الغالب يتساويان على صعيد تحقيق الوقاية، وستظهر الاختلافات بينهما فقط في الخصائص التي تساعد على التوزيع بشكل أكبر وفي نطاق أوسع.
فبداية يعتمد التطعيمان على نفس التكنولوجيا الحيوية، المتمثلة في إدخال جزء من «الحمض النووي الريبوزي الرسولي» لفيروس كورونا إلى داخل الجسم، حتى يتعرف عليه جهاز المناعة، ويكون أجساماً مضادة ضده، تهاجم وتقضي على الفيروس الكامل عند وقوع العدوى.
وينتهي التشابه عند هذه المرحلة، حيث يعتمد كل منهما على غلاف مختلف من الدهون، يحيط بالحمض النووي عند إدخاله إلى الجسم. هذا الاختلاف يصب في صالح تطعيم «مودرنا»، حيث يمكن حفظ التطعيم لمدة 6 شهور عند سالب 20 مئوية، وهي درجة حرارة يمكن بلوغها من قبل جزء كبير من أجهزة التبريد الشائعة، مقارنة بتطعيم فايزر الذي يحتاج إلى أقل من سالب 70 مئوية، مما يتطلب تقنيات معقدة تعتمد على ما يعرف بالثلج الجاف. هذا الفارق سيجعل تطعيم مودرنا أكثر انتشار وأوسع مدى، بينما سيقتصر تطعيم فايزر على المستشفيات والمراكز الطبية الكبرى.
وعلى حسب بعض التقارير، تواجه شركة فايزر صعوبات في توفير المواد الأولية لتصنيع الغلاف الدهني، والذي يعتمد على جزيئات تصنع بتقنية النانو تكنولوجي، وهو ما قد يحد من قدرة الشركة على إنتاج مئات الملايين من الجرعات.
ورغم أن التطعيمين يحتاجان لجرعتين لتحقيق المناعة، إلا أن الفارق الزمني بين جرعتي مودرنا هو 4 أسابيع، وثلاثة أسابيع فقط لتطعيم فايزر. وفي الوقت الذي حقق فيه تطعيم فايزر فعالية بنسبة 95%، حقق تطعيم مودرنا فعالية تتراوح بين 90% و94%، وهو فارق صغير لحد كبير.