إنها أكثر من مجرد أخبار جيدة. نقاط التقدم هي اللحظات التي تتخذ فيها البشرية خطوة أخرى إلى الأمام. هذا العام، قمنا من خلال تقارير أسبوعية في «كريستيان ساينس مونيتور» بتغطية 274 طريقة ندرك من خلالها أن العالم قد تحسن. يتضمن ذلك 29 لحظة تقاسمها العالم معاً -اختراقات علمية في الفضاء الخارجي، وتقارير مشجعة عن جهود إعادة تشجير الغابات، والالتزامات الدولية بالدفاع عن حقوق الإنسان- وحتى المزيد من القصص التي كانت فريدة في مناطق أو دول أو مدن معينة. ونسرد هنا بعض العناوين الرئيسية التي جلبت لنا الأمل هذا العام: 
كانت العدالة العرقية في 2020 الموضوع الرئيسي للتقدم الذي لوحظ في الولايات المتحدة، حيث عملت المجتمعات على معالجة أخطاء الماضي ومكافحة العنصرية في الوقت الحالي. تم تعيين أميركيين سود في مناصب عليا بالأوساط الأكاديمية والكنيسة الكاثوليكية، وحققت النساء من ذوي الأصول الأفريقية على وجه الخصوص مكاسب في الرياضة والسياسة والخدمات المسلحة. وتم تكريم بعض الأميركيين السود بعد الوفاة بحصولهم على جائزة «بوليتزر»، وتسمية ناقلة بحرية خارقة جديدة وإعادة تسمية مقر «ناسا» في واشنطن على أسمائهم.
وشهدت المجموعات المهمشة الأخرى تقدما أيضاً. ترشحت أعداد قياسية من الأميركيين الأصليين والنساء، لمناصب في عام 2020، ووجد استطلاع أجرته مؤسسة «رودرمان فاميلي» أن تمثيل المعاقين في وسائل الإعلام قد تحسن منذ عام 2016.
حققت البلدان الأفريقية تقدماً في مجالات متنوعة، من تعزيز السلام والأمن إلى تعزيز الزراعة المستدامة. قام المعهد الوطني لإزالة الألغام في أنجولا بإزالة الألغام الأرضية من حوالي 5 أفدنة في النصف الأول من عام 2020، وإزالة 9,982 عبوة ناسفة -بقايا الحرب الأهلية التي دامت عقودا -ومهد الطريق لسفر أكثر أماناً. وفي تقدم واضح للعدالة الدولية في 2020، تم القبض على المشتبه به البارز في الإبادة الجماعية في رواندا «فيليسيان كابوجا» بعد سنوات من الفرار. من ناحية أخرى، تكتسب حركة الزراعة الحضرية زخماً في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، حيث يعاني أكثر من 40% من سكانها البالغ عددهم 4.4 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي، وهناك تطبيق جديد يساعد مزارعي زيمبابوي في الحصول على قطع من الأرض.
من بين النقاط الثلاثين التي نشرناها عن أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تميز موضوع الحفاظ على النباتات والحشرات والحيوانات. وبمناسبة نهاية أحد أكثر برامج «التكاثر في الأسْر» نجاجا (هي عملية الحفاظ على النباتات والحيوانات ضمن بيئة مُتحكَّم بها، مثل محميات الحياة البرية، وحدائق الحيوان، والحدائق النباتية، ومنشآت الحفظ الأخرى)، عادت السلحفاة البرية ذات المئة عام «دييجو» أخيراً إلى جزيرة جالاباجوس في إسبانيا، حيث ستعيش بين مئات الأحفاد.
في جنوب المحيط الأطلسي، بدأت جهود جديدة للحفاظ على البيئة حول أرخبيل «تريستان دا كونا» النائي، حيث يقوم العلماء بإنشاء رابع أكبر محمية بحرية في العالم. في غضون ذلك، يتدرب المقاتلون السابقون في كولومبيا على المساعدة في الحفاظ على التنوع البيولوجي في البلاد.
من روسيا إلى البرتغال، رأينا مجتمعات في أوروبا تتعامل مع «تغير المناخ» بحيوية جديدة. أغلقت النمسا آخر محطة للطاقة تعمل بالفحم في 17 أبريل 2020، لتنضم إلى عدد متزايد من البلدان التي قللت من اعتمادها على الفحم؛ وتحظر ألمانيا استخدام البلاستيك أكثر من مرة واحدة تماشياً مع توجيهات الاتحاد الأوروبي؛ وتقوم ليتوانيا بإعادة التدوير بمستويات قياسية بفضل نظام الإيداع والاستعادة الذي تم تقديمه في عام 2016. وتظهر بدائل لنقل الترانزيت صديقة للبيئة في المملكة المتحدة. فقد أصبحت جزر أوركني في شمال اسكتلندا رائدة في مجال الطاقة المتجددة من خلال استخدام طاقة الرياح الزائدة لتجربة وقود الهيدروجين، وبدأ أول طريق للحافلات الكهربائية بالكامل بين المدن في المملكة المتحدة بنقل الركاب بين إدنبرة ودندي هذا الخريف.
ومن ناحية أخرى تم دفع حقوق السكان الأصليين إلى دائرة الضوء وتمكينهم في أوقيانوسيا، حيث أطلقت جزيرة «جوام» أول برنامج غمر ممول من القطاع العام للحفاظ على لغة «تشامورو» الأصلية في جزر ماريانا، والتي تراجعت إلى حد الانقراض تقريباً خلال قرون من الاستعمار الإسباني والأميركي. وفي يوليو 2020، عينت أستراليا أول قنصل عام لها من السكان الأصليين.
دفعت الإصلاحات القانونية في الشرق الأوسط البلدان إلى الاقتراب من المساواة بين الجنسين. في أفغانستان، ستتم الآن طباعة أسماء الأمهات مع أسماء الآباء على بطاقات الهوية الوطنية، مما يساعد على تطبيع وجود المرأة في الحياة العامة. في الوقت نفسه، خلقت حركة « #أنا أيضاً» المتنامية في مصر مساحات على الإنترنت للنساء للتحدث عن الاعتداء، ووافق البرلمان مؤخراً على قانون يمنح إخفاء الهوية تلقائياً للناجيات من العنف الجنسي.
وفي المملكة العربية السعودية، احتل أول دوري لكرة القدم للسيدات عناوين الصحف في فبراير2020. والآن، يمكن للرجال والنساء والأطفال تناول العشاء في نفس القسم من المطعم.

ليندسي ماكجينيس
صحفية أميركية حاصلة على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»