ودّعت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، عام 2020، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، «عام الاستعداد للخمسين»، وقد تحقق فيه العديد من الإنجازات، برغم الظروف الصعبة والتحديات التي فرضتها جائحة كورونا، ليس على دولة الإمارات فقط، وإنما على العالم بأسره، حيث كان بالفعل عام الـ «كورونا». وقد تمكنت في هذا السياق من تحقيق ما عجزت عنه دول كبرى بالفعل، حيث تمكنت من التعامل بنجاح مع أكبر تحدٍّ يواجه البشرية منذ عقود وربما قرون، فبينما كان هذا الفيروس يشقّ طريقه من دون حدود، كانت الإمارات مهيّأة للتعامل مع هذا الطارئ، الذي لم يتوقعه أحد على الإطلاق، فسارعت إلى تبنّي خطة وطنية شاملة، وعلى أكثر من مسار مكّنتها من أن تتخطى هذا العام، وهي من أنجح الدول التي تعاملت مع هذه الأزمة بكفاءة وفاعلية. 
وهذا لم يكن الإنجاز الوحيد الذي حقّقته الدولة خلال هذا العام غير المسبوق، فقد تصدّرت العديد من المؤشرات الإقليمية والعالمية، حيث تصدرت، على سبيل المثال لا الحصر، وللعام الرابع على التوالي، بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020، وحافظت على موقعها ضمن الـ 10 الكبار، حيث احتلت المرتبة التاسعة عالمياً.
وبينما تودّع الإمارات هذا العام الاستثنائي بالفعل، فهي تستقبل العام الجديد 2021 بمزيد من الطموحات، حيث ستحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد، وهي عازمة على تحقيق رؤيتها في أن تكون ليس فقط في مصافّ الدول المتقدمة، كما كان مخطّطًا لها بحلول هذه الذكرى، حيث حققت هذا منذ وقت مبكر، ولكن في أن تكون بالفعل من أفضل دول العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها. 
ومما لا شك فيه أن العام الجديد، الذي حلّ منذ ساعات قليلة، سيكون مميزاً، ليس فقط بسبب رمزيته، حيث ستنهي الدولة مع انتهائه مسيرة نصف قرن وتحتفل بيوبيلها الذهبي، وهي في أوج عطائها، ولكن أيضاً لأن هذا العام سيشهد بالفعل إنجازات غير مسبوقة، أحدها سيكون سبر أغوار المريخ، حيث ينتظر الإماراتيون، ومعهم العرب، بل والمسلمون جميعاً، وصول مسبار الأمل الذي انطلق في السابع عشر من يوليو الماضي نحو كوكب المريخ، ويتوقع أن يصل إلى مداره المحدد له في 9 فبراير 2021، ليمثّل علامة فارقة ليس في تاريخ دولة الإمارات فقط، وإنما في تاريخ العالم العربي والمنطقة بأكملها، حيث سيكون هذا الإنجاز غير مسبوق عربياً وإقليمياً، لأنه أول مسبار عربي وإسلامي يرسَل إلى الكوكب الأحمر، وذلك في رحلة علمية استكشافية، ستستفيد منها البشرية كلها.
ولن يقف الطموح الإماراتي في العام الجديد عند هذا الحد، فهناك آمال وطموحات كبيرة لأن يكون هذا العام عاماً مختلفاً بكل المقاييس عما سبقه، حيث يجري الإعداد لخطط ومشاريع تهدف إلى أن يكون القادم أفضل وأكثر إشراقًاً، من خلال استراتيجية العمل الوطنية التي اعتُمدت العام المنصرم، استنادًا إلى إرث الآباء المؤسسين، والبناء على الإنجازات والمكتسبات التي تحققت في الخمسين عامًا الماضية، ليكون العمل للخمسين عامًا المقبلة قائمًا على مواصلة مسيرة التنمية الفريدة التي تشهدها الدولة، عبر حشد كل الجهود وتوظيف كل الإمكانيات والموارد المتاحة، من أجل تحقيق ما تصبو إليه القيادة الرشيدة في أن تكون دولة الإمارات رائدة ليس فقط على مستوى المنطقة، بل والعالم أيضًا، وهي تمتلك كل المؤهلات التي تمكّنها من تحقيق ذلك، ووضع «بصمتها الحضارية الخاصة في مسيرة التاريخ الإنساني» كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية