من منطلق اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بأجيالها الواعدة، وتحديداً فئة الأطفال والنشء، ومواصلتها غرس القيم المُثلى في حياتهم، وتحفيزهم على كسب التجارب والمعارف والخبرات، بما يتناسب مع التغيرات الجارية بقلب واسع وعقل مستنير، بادر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بتقديم خلاصة تجاربه وخبراته في مجموعة قصصية شيقة تحت عنوان «عالمي الصغير»، تضمنت قصصاً قصيرة ملهمة عاشها سموه في أثناء طفولته وشبابه، تسهم في إثراء النشء بتجارب ومهارات تصقل شخصياتهم وتؤثر فيها إيجابيّاً، إذ ضمَّ الكتاب مجموعة من القصص المحفزة على تعلم مهارات ملهمة تشجعهم على التحلي بروح المغامرة والاكتشاف. 
هذه البادرة المميزة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»، ليست غريبة على هذا القائد الفذّ وعلى القيادة الرشيدة في الدولة، التي منحت الإنسان أولوية كبيرة، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وهو ما يدعونا إلى استذكار قولٍ طيبٍ للوالد المؤسس في هذا السياق، كان بمنزلة رسالة أبوية سامية، ركزت في مضمونها على ضرورة الاهتمام بتعليم الجيل الصاعد وتنشئته، حيث قال رحمه الله: «الإنسان هو أساس أي عملية حضارية، اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر، مهما أقمنا من مبانٍ ومنشآت ومدارس ومستشفيات، ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كياناً ماديّاً لا روح فيه، وغير قادر على الاستمرار.. إن روح ذلك كله هو الإنسان.. الإنسان القادر بفكره.. القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها».
تلك الكلمات الملهمة التي خلّدها الوالد الراحل، جسّدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»، في كتابه «عالمي الصغير»، عبْر أسلوب سلِس وشيِّق عكس نظرة سموّه إلى الحياة، وحبّه للطبيعة، والقيم الإنسانية النبيلة التي نشأ وتربى عليها، وصوّر من خلال قصصه للطفل ملامح واقعية من الطبيعة في البيئة الصحراوية بسرد ملهم ويثري فهمه حول طبيعة الحياة في الدولة، إلى جانب أنها صُممت لتكون متوافقة مع نظام التعليم المحلي، وداعمة للوعي المجتمعي المتزايد بأهمية غرس حبّ القراءة في نفوس الصغار والنشء. كما يأتي إطلاق «عالمي الصغير» في إطار حرص سموه على زيادة الوعي بين النشء والشباب وحثّهم على التعلم وبذل الجهد لتكوين أنفسهم، والتحول إلى جيلٍ واعٍ ومثقف وقادر على تحمّل المسؤولية التي تحقق لهم مستقبلاً مستداماً أفضل، حيث قال سموه في الكتاب: «تعلّموا أن الأحلام العظيمة لا حدود لها»، في إشارة واضحة منه إلى أهمية الاجتهاد والسعي ومواصلة التعلم من أجل تحقيق الأهداف.
إن كتاب «عالمي الصغير» لا يعدّ البادرة الأولى من نوعها لسموه، التي تلهم النشء وتحفزه على حب التعلم والمعرفة، بل بادر سموه في وقت سابق إلى تقديم قصة قيّمة للصغار، عنوانها: «القائدان البطلان»، تحدث فيها عن تحقيق حلم الاتحاد، وكيف تحول حلم زايد إلى حقيقة، ما يعكس الإيمان العميق لدى سموه بأن لا شيء مستحيلٌ، وذلك حين استشهد بالمكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات بين الدول، وانعكاس قيمة الاتحاد على مواصلة الدولة لمسيرة التنمية والنهضة، وهو ما يشجّع الأجيال القادمة على الحفاظ على مكانة الدولة وريادتها، ويدفعها إلى المشاركة في تحقيق مستهدفات الدولة في التنافسية والابتكار والإبداع، بوصفها أدوات المستقبل التي تضمن للأجيال الواعدة غداً أفضل ومستقبلاً أكثر إشراقاً.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية