حسب مؤشر الإرهاب العالمي «نومبيو» الأميركي لعام 2020:«مدينة أبوظبي الأكثر أماناً في العالم» بتقدمها في المجال على 431 مدينة في العالم.
بالنسبة لسكان الإمارات وبلدان الخليج العربية، فإن خبراً وازناً كهذا يعدّ من الأخبار المتوقّعة، ومنذ زمن طويل قد يزيد على عقدين من السنين؛ فالناس في الإمارات، مواطنين ومقيمين وزائرين، لشدة ما يشعرون به من استقرار وطمأنينة تفيضُ وتعم، فقد ألفوا الأمان إلى حدِّ أنه أصبح جزءاً من الحياة الشخصية للفرد، الذي يصبح ويمسي من دون أن يفكر بالخوف للحظة. بل إن الأمان في مدينة أبوظبي العاصمة غدا مؤشراً لصيقاً بالمكان؛ فإذا ما كنت في أبوظبي فأنت آمن.
هل لذلك علاقة بالابتكار والإنتاجية والعطاء المستمر كما يقول علماء الأنثروبولوجيا؟ تجربة الإمارات تجيب بنعم؛ فالمكان لا يكتسب مهابته لدى الإنسان، مواطناً كان أو مقيماً عابراً، من دون أمان، وذلك لما ينطوي عليه من قدرة على ضمان الحماية الموثوقة. ولعل هذا ما جعل مدينة أبوظبي تهتم به وهو توفير الأمان قبل كل شيء، بصفته العنصر الأهم في حياة البشر والحجر.
الأمان الذي صنعته ونجحت فيه مدينة أبوظبي، والذي هو سمة مستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، هو بالمطلق ليس نتيجة عمل اليوم أو الأمس أو الشهور الماضية، بل نتيجة لخطة استراتيجية محكمة التنفيذ، هدفت إلى توفير النسبة الأعلى من الأمن والأمان للمواطن والمقيم والزائر، ولتضمن من ثَمّ العمل والسياحة والاستثمار على اختلاف مجالاته. فما يشاهده العالم اليوم في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة من تنمية وتطور وتقدم قطعت فيه البلاد خطوات عديدة واسعة، إنما كان سببه الأول والأهم هو الأمان، الذي يعني كل شيء بالنسبة لكل الإنسان والمجتمعات البشرية والدول في عالمنا المعاصر، الذي لا يزال مهدداً بالاضطراب والفوضى بأية لحظة عبر الإرهاب المنظّم العابر للحدود، والأحداث الماثلة في الذاكرة والتاريخ لا تحصى.
* إعلامي وكاتب صحفي