جاء في معجم «لسان العرب» أن كلمة ثقافة تعني الفطنة والذكاء، والثقافة لدى العرب - استقامة في السلوك والأخلاق وتهذيب للشواعر».
والأعمال المجردة التي تصدر عن الشخص «المثقف»، هي حصيلة لمعارف الأمة وآدابها وتقاليدها واتجاهاتها الروحية والفنية «حسب المؤتمر الثقافي العربي الثاني».
وعلى كثرة التعريفات الخاصة بالثقافة وأخلاقها، فإنني سوف أقف عند ما قاله عالم الاجتماع «تايلو» عنها على أنها «كل مركب يتضمن المعرفة والمعتقد والفن والأخلاق والقانون وأي قدرات أو مهارات يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في المجتمع».
المختصون في الشأن الثقافي يؤكدون على الأهمية الكبيرة والقوية التي تربط بين الوطن والثقافة، حيث إنه من الصعب فهم طبيعة وخصائص النظم الثقافية بعيداً عن خصائص الوطن، وهذه العلاقة تنهض بها الثقافة في المجتمع كونها تمثل «خط الدفاع الأول في المجتمع».
والثقافة لها مفهوم يرتبط بنضج العقل ووعي القلب وإرهاف الشعور، ولها عناصر تتمثل في الوراثة والبعد الجغرافي والاجتماعي - وحرية التفكير والثقة بالنفس في الشجاعة الأدبية وتشجيع المثقفين.
والمثقف كما يقول أحد الباحثين، هو الذي يملك عقلاً ناضجاً وقلباً واعياً وسلوكاً مستقيماً وعملاً متقناً «وليس شهادة ولقباً علمياً».
الثقافة، هي الوطن، هي روح الأمة وحضارتها القادرة على محاورة الآخر كونها تمثل كلاً متماسكاً وقوياً لا تفعل فيه الأحداث ولا المحن، بحيث لا تجرفها التيارات الأخرى، والمقصود ثقافة تدفع المجتمع إلى العمل والابتكار والتجديد.
نحن نحتاج إلى الثقافة التي تحمينا من التسلط الخارجي وتقوي في داخلنا روح الإرادة والقوة والانتصار، لا سيما حين نواجه معركة حضارية شديدة الحدة، ومن يخسرها سيتعرض لهزيمة نفسية. ولا يستطيع أي وطن أن ينمو أو يتغير أو يتطور دون أن تكون لديه معرفة تامة ودقيقة بمكوناته الثقافية، لذلك تحرص غالبية المجتمعات على رصد معوقات الحركة الثقافية، لذلك يجب أن نعمل على إعادة تقوية ثقافتنا ولغتنا وحضارتنا بكل أبعادها، فهي تمثل «خط الدفاع الحضاري الأول».