«حينما تذهب إلى السلام يعني أنك تذهب إلى المستقبل، تبثُّ الخير والأمل في نفوس الأجيال، تمتلكُ الحكمة التي تجعلك في قمة إنسانيتك ووعيك وقدرتك على رؤية العالم عائلة واحدة، بعيداً عن مشاعر الكراهية والعداء».
هذه هي الرسالة التي نتبناها هنا في الإمارات، والقاعدة التي ننطلق منها، ونراها البوابة الأوسع لعبور الجميع نحو مستقبل آمن ومزدهر، يعلو فيه صوت الأخوّة الإنسانية ويكون مكوناً مستداماً في شخصيتنا، ومنهج عمل وفكراً وممارسة يومية لأبنائنا.
نقول ذلك، ونحن نهنئ أصدقاءنا في إسرائيل، بـ«عيد بوريم» الذي يرمز في وجدانهم إلى انتصار الإرادة وإرادة الانتصار، انتصار الخير على الشر، والأمل على اليأس، والحياة على الموت، والبناء على الهدم، والبقاء على الفناء والإبادة.
نقول ذلك، عبر الزميلة «جويش كرونيكل» الصادرة من لندن، ولدينا وقائع تاريخية تشير بوضوح إلى أن غالبية المشكلات والأزمات التي واجهها العالم وعانت منها الإنسانية على مر العصور كان سببها اتساع الفجوة بين الشعوب والثقافات، وفقدانُ التواصل مع الآخر، وتصدير صور نمطية مُرعبة عنه، ما مثّل في مجمله أرضاً خصبة للصراعات والعداءات، وأدى إلى صعود جماعات التطرف في الشرق والغرب.
ومن هنا، ننظر إلى «الاتفاق الإبراهيمي» المبرم بيننا مؤخراً على أنه انعكاس لوجهنا الحضاري في تمسكه بآفاق التواصل الراقي وتشبثه بالمسار الإنساني، وعلى أنه نهج شجاع يدشن واقعاً أفضل للأجيال، يتّسق مع رؤيتنا لمستقبلنا ومستقبل المنطقة التي كادت أن تفتك بها الصراعات والتواترات، وأوشكت على الانزلاق إلى حقب مظلمة.
أيضاً، ننظر إلى الاتفاق على أنه انتصار لإرادة البناء والأمل والحياة والمستقبل، وخيار أمثل لتعظيم المشتركات التي ترسخ التعايش والتآخي في إطار وحدة إنسانية شاملة، بعيداً عن الصراعات والعداءات، التي تعطل روح الأمم وتجمّد حراكها الحضاري وتتراجع بإنسانها وإنسانيتها.
بانتصار الإرادة كان السلام، وبإرادة الانتصار نمضي معاً نحو مستقبل أفضل لبلدينا ومنطقتنا.
كل عام ومسارنا الإنساني بخير، سلامنا، حاضرنا، مستقبلنا بخير.. وإلى أصدقائنا المودة والسلام.