اختتم، أمس الخميس، معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2021»، ومعرض الدفاع البحري «نافدكس 2021»، اللذان انطلقا، الأحد الماضي، في العاصمة أبوظبي لمدة خمسة أيام. وقد حقق المعرضان نجاحاتٍ كبيرة، برغم جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على كل الفعاليات الدولية في العالم، بل وتسببت في إلغاء الكثير منها، لتبرهن الإمارات، مرة أخرى، على أنها قادرة، حتى في أصعب الظروف وأحلكِها، على تنظيم الفعاليات العالمية الكبرى بكفاءة وفاعلية، وقادرة أيضاً على جمع العالم من جديد بعد عام حالكٍ فرض حالة ربما غير مسبوقة من البعد، وقلة التواصل المباشر، حيث شارك في المعرضيْن أكثر من 900 عارض من نحو 60 دولة، و35 جناحاً، مثّلت الشركات الوطنية منها 16%، والشركات الدولية 84%، مع مشاركة خمس دول للمرة الأولى، و110 وفود دولية. وهذا يعدّ حضوراً مميزاً بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم، كما أنه من الأكبر أيضاً منذ انطلاق المعرض عام 1993. 
وقد حقق المعرضان، برغم كل التحديات، نجاحاتٍ كبيرةً على مختلف المستويات. فعلى المستوى الوطني، شكّلا منصة مهمة لعرض آخر ما توصّل إليه قطاع الصناعات العسكرية من تكنولوجيا ومعدات متطورة ومبتكرة، وتطوير قطاع الصناعات الدفاعية الوطنية، حيث تحقق الدولة نموّاً كبيراً في هذا المجال، وتم عرض أسلحة وقطع عسكرية متطورة أُنتجت بشكل كامل في الإمارات. 
كما وفر المعرض أيضاً منصة ملهمة لطلبة مؤسسات التعليم العالي، لاستعراض أبرز ابتكاراتهم في قطاع الصناعات الدفاعية، وإثراء مهاراتهم المعرفية، وتنمية قدراتهم، حيث شارك عدد من الجامعات والمعاهد بالدولة في هذا الحدث العالمي البارز. وهذا بالطبع يفتح آفاقاً جديدة للطلبة نحو التوجه إلى تخصصات علمية تواكب احتياجات سوق العمل، ووظائف المستقبل، وتدعم جهود الدولة في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، خاصة الحيوية منها، مثل الصناعات الدفاعية. وعلى المستوى الاقتصادي، حقق المعرضان نجاحاً لافتاً للنظر فيما يخص توقيع صفقات وعقود بيع أسلحة ومعدات مختلفة، وصلت إلى مليارات الدولارات. 
وعلى المستوى العالمي، مثّل المعرض فرصة للكثير من الدول، ليس فقط للتعرف على آخر ما توصلت إليه الصناعات الدفاعية في العالم، حيث عرضت نماذج من صناعات متطورة جدّاً في مختلف أنواع الأسلحة البرية، والجوية، والبحرية، ولكن أيضاً للنقاش وتبادل الخبرات العالمية، في ظل مشاركة قادة الصناعات الدفاعية من جميع أنحاء العالم، حيث صاحب المعرض انعقاد مؤتمر الدفاع الدولي 2021، الذي جمع أكثر من 24 خبيراً ومتخصصاً في قطاع الدفاع، وتم فيه تسليط الضوء على أهمية العمل المشترك بين الحكومات، والقطاعات الصناعية، والأوساط الأكاديمية بشكل وثيق، لإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه البشرية، خاصة في مجال الأمن والدفاع، وجرت نقاشات وحوارات تناولت تطوير استراتيجيات أمنية ودفاعية تسهم في تحقيق السلام العالمي وإرسائه. كما سلط المؤتمر الضوء أيضاً على الدور المحوري الذي تلعبه إمارة أبوظبي في النهوض بواقع الصناعات الدفاعية محليّاً، وإقليميّاً، وعالميّاً. وهذا كله ينطوي على قدر كبير من الأهمية، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات متسارعة، وتحديات، ومخاطر تتطلب تعاون الجميع، لمنع أو التخفيف من تأثيراتها الحالية والمستقبلية.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية