يشير مصطلح مناعة القطيع أو المناعة المجتمعية، إلى شكل من أشكال الحماية غير المباشرة ضد الأمراض المعدية، إذا ما كانت نسبة كافية من المجتمع تتمتع بمناعة ضد المرض المعدي، إما نتيجة تلقيهم تطعيماً، أو بسبب تعرضهم للعدوى سابقاً بالفيروس المسبب للمرض، وبالتالي تقل احتمالات انتقال الفيروس إلى الشخص الذي لم يتلقَ أي تطعيم سابقاً.
فالشخص المتمتع بمناعة، سواء من تطعيم أو من عدوى سابقة، غالباً لن يكون حلقة في سلسلة انتشار الفيروس، وهو ما من شأنه أن يوقف أو يبطئ انتقال الفيروس من شخص إلى آخر، وبالتالي كلّما زادت نسبة الأشخاص المتمتعين بمناعة في مجتمع ما، قلّت نسبة احتمالات تعرض من لا يتمتعون بمناعة للعدوى. وإن كان هذا لا يعني أن مناعة القطيع تعني بالضرورة القضاء التام على الفيروس، أو حتى أن الجميع سيتمتعون مستقبلاً بمناعة ضد العدوى. ويقدر العلماء حالياً أنه لا بد من تطعيم ما بين 70 إلى 80 في المئة من السكان، إذا ما كان لنا أن نبلغ مناعة القطيع ضد فيروس «كوفيد-19». 
ومؤخراً، وفي ظل تمكن بعض الدول من تطعيم عشرات الملايين من سكانها، مثل الولايات المتحدة التي يقدر أيضاً أن أكثر من ربع سكانها ربما أصبحوا يتمتعون بالمناعة نتيجة العدوى، أو بريطانيا التي تخطى عدد من تلقوا التطعيم فيها حاجز العشرين مليوناً، أصبح هدف بلوغ مناعة القطيع في تلك الدول أقرب من أي وقت مضى. ففي الولايات المتحدة، وبعد عام من بدء الوباء، أصبحت المؤشرات تتجه أخيراً في اتجاه إيجابي، على صعيد عدد حالات العدوى الجديدة، وعدد من تسبب المرض لديهم في مضاعفات خطيرة تطلبت حجزهم في المستشفيات، كما أن أعداد الوفيات تشهد هي الأخرى تراجعاً مستمراً، في الوقت الذي يشهد عدد المتوفر من جرعات التطعيمات زيادة مطردة.
لكن استمرار ظهور أصناف متحورة من الفيروس، تتراجع فعالية التطعيمات ضد بعضها، مع تردد الكثيرين في تلقي التطعيم نتيجة مخاوف غير مبررة، وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.. كل ذلك سيجعل من تحقيق هدف مناعة القطيع أصعب، ومن طريق بلوغها أطول. 
----------------------------
*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية