لا أبالغ حين أقول إن المرأة أجمل مخلوقات الله وإنها الغابة الغنية التي تعطي الحياة كل تفاصيلها المبهجة. والاحتفال بها في يوم واحد يعني أننا نبخسها حقها عندما نعتقد أنه لا بد من إنصافها في يوم سنوي تعتقد خلاله أنها محل اهتمام.
وما لا يعرفه الكثيرون أن هناك نساءً يعشن على أرض هذا البلد لديهم القدرة على اتخاذ قرارات تؤكد رجاحة عقولهن وحكمتهن العميقة الملمة بكل التفاصيل.
امرأة دولة ليس لها منصب حكومي، وبالكاد تتقن قراءة القرآن الكريم فقط لا غير، لكنها نالت حظوظ الذكاء والاحترام في محيطها، واستطاعت أن تحظى بكل ما يملكه الوزراء من صلاحيات.
فالأمر ليس في القرار الحكومي أو المنصب العام، إنها امرأة أعطت نفسها الحق في مناقشة كل ما يتعلق بها، وبأولادها وبيتها وبالشأن العام ويكون لها الرأي والقرار.
ولعل الوالدة «عوشة» أو الجدة «عوشة» التي قاربت المئة عام تقول: كيف كانت خطوة المرأة آنذاك، وكيف لازالت صاحبة الجلالة والحب وكل الأشياء. «عوشة» لها صوتها الواضح، وشعورها الصادق، ولها الخط المستقيم في تقييم الأفعال.
هي العالم كله. الدنيا بزهوها وألوانها وتقلب طقسها واحتفاء الأحفاد بقصص «أول» وحنين مفعم بما مضى.
لازالت عوشة دليل سير على قدمين بظهر مستوٍ مستقيم، لتؤكد أن المرأة هنا هي المجتمع، وهي الحنان الذي يحتوي الجميع.
«عوشة» القوية والصلبة والمتحكمة في أفعالها والمتمكنة من أشعار خالها والمحتفظة رغم السنين بمعنى أن تكون امرأة بقلب رجل، لا تهزها العواصف ولا أموال العالم. 
«عوشة» عندي وعند كل الأحفاد والجيران والأبناء هي العالم الفعلي، وهي الحفل المزهو بكونه إنساناً ثابتاً وصاحبَ مبادئ لا تهتز.
كل عام و«عوشة» وجاراتها وبناتها وحفيداتها وقصصها وأشعارها ومبادئها بخير.
عوشة ليست يوماً عالمياً فقط إنها كل الأيام، وكل نساء الإمارات.. إنها اختصار لأشياء جميلة ونموذجٌ وبطولةُ وثباتٌ.
بالنسبة لي هي أفضل امرأة، وهي التي قالت كلمتها وبقت راسخة متجذرة ومحبة لكل أرض الإمارات من البحر إلى عمق الصحراء مهما كانت الظروف.