منذ تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كوفيد-19 في 25 فبراير 2020، أصبحت البرازيل من أكثر دول العالم تأثراً بالوباء الحالي. فحسب آخر الإحصائيات، بلغ عدد الوفيات حالياً أكثر من 270 ألف وفاة، لتحتل البرازيل بذلك المرتبة الثانية على مستوى العالم في عدد الوفيات، ولا يسبقها في ذلك إلا الولايات المتحدة، كما بلغ عدد الإصابات حتى الآن قرابة 12 مليوناً، لتحتل أيضاً البرازيل بذلك المرتبة الثالثة على مستوى العالم على صعيد عدد الإصابات.
وهو ما دفع بمؤسسات الرعاية الصحية في المدن الكبرى إلى حافة الانهيار التام، بعد أن امتلأت 80% -وفي بعض الحالات 100% وأكثر- من أسرّة العناية المركزة في جميع المدن الكبرى، بينما تظل حالات الإصابات في زيادة مستمرة، ولتحطم أعداد الوفيات الأرقام القياسية يوماً تلو الآخر، وتتخطى حاجز الألفين وبضع المئات من الوفيات يومياً.
هذا الوضع المأساوي والفادح، أصبح يشكل خطراً داهماً على الدول المجاورة، وعلى باقي دول العالم قاطبة، ولدرجة أن خبراء أكبر وأشهر معاهد الأبحاث الطبية في البرازيل، خرجوا على وسائل الإعلام الدولي بتصريحات مفادها أن (الوضع البرازيلي) أصبح خطراً يهدد البشرية جمعاء.
ويرتكز الخطر هنا، سواء للبرازيل أو باقي دول العالم، على صنف متحور من الفيروس يطلق عليه (P1)، يتمتع بقدرة على العدوى تبلغ ضعف قدرة النسخة الأصلية من الفيروس. كما يعتقد أن النسخة المتحورة تلك، يمكنها الالتفاف حول وخداع جهاز المناعة لمن أصيبوا سابقاً بالنسخة الأصلية من الفيروس، مع التقدير باحتمال العدوى مرة ثانية بنسبة تتراوح ما بين 25 إلى 60% لمن أصيبوا سابقاً.
وليس من الواضح حتى الآن، مدى فعالية التطعيمات المتاحة في مواجهة النسخة المتحورة. 
وعلى ما يبدو أن (P1) ليس النسخة المتحورة الوحيدة، التي تربت وترعرعت في البرازيل، بل يعتقد أن هناك المزيد من النسخ المتحورة الأخرى، وهو ما دفع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لإبداء عميق قلقه في ظل تواتر التحذيرات من الخبراء بأن الوضع البرازيلي أصبح شبيه بالقنبلة الموقوتة، التي ستتسبب في خسارة البشرية لكل ما تحقق حتى الآن من إنجازات ومكتسبات ضد فيروس كورونا.