مجددًا وكدأْبها، تحقق دولة الإمارات قصب السبق، وتتسنّم المراكز المتقدّمة عالميًّا، وتنقش اسمها على لوائح الشرف الإنسانية، وهي تتقدم بخطى واثقة نحو الانتصار على فيروس «كورونا» المستجد، والتعافي الكامل من تداعيات الجائحة التي تسبب بها، بما يمهد لعودة الحياة الطبيعية، وتجاوز هذه المرحلة التي ألقت بظلالها على حياة الناس، وغيرت الكثير من أساليب العيش التي اعتادوها.
فالبشرى السارّة التي زفّها معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، قبل أيام عدّة، بإنجاز تطعيم ما يزيد على 52% من الفئة المستهدفة من إجمالي سكان الإمارات، وتقديم اللقاح لنحو 70.21% من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، تؤكد أن المسافة بيننا وبين الخروج من نفق هذه الجائحة تتقلّص كل يوم، وبشكل مطّرد، وتعزز الثقة في نفس كل من يعيشون على هذه الأرض الطيبة بأن حياتهم وصحتهم وسلامتهم أولوية تتقدم على ما سواها.
هذه الإنجازات والنجاحات لم تتحقق مصادفة، ولا هي وليدة فراغ، وإنما جاءت نتيجة حكمة قيادة رشيدة، تتابع شأن الوطن، وتربط الليل بالنهار في سبيل توفير أفضل نوعية حياة لمواطنيها، ولمن يقيمون على هذه الأرض، وتقدّر الإنسان، وتسعى إلى حفظ النفس البشرية وحقّها في الحياة. فمنذ بدايات هذه الأزمة التي أوقفت العالم على ساق واحدة، وجعلت دوله الكبرى تحبس أنفاسها، وتفقد توازنها، حجزت الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها وحرص والتزام أبنائها، مكانها بين الكبار، وحققت ما عُهد عنها من تميّز وريادة. وتعاملت دولة الإمارات مع الجائحة بثقة ورؤية واضحة، قامت على مجموعة من الركائز الأساسية: أهمها، التركيز على حماية الصحة العامّة ومنع تفشي المرض، من خلال تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية بحزم، وتعزيز الوعي بالفيروس، ثم محاصرته في أضيق نطاق من خلال توسيع الفحوص والاختبارات، والوصول بها إلى البيوت وأماكن العمل، لتشمل فئات المجتمع المختلفة، ثم الانخراط في الجهود العالمية للتغلب على الجائحة، عبر إنتاج اللقاحات وإجراء التجارب السريرية عليها، وصولًا إلى الوقاية والتحصين، عبر إطلاق حملة واسعة لتطعيم السكان. 
عندما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، عبارته المأثورة «لا تشلّون همّ»، استقرت الطمأنينة والسكينة في القلوب، وتيقّنا بأننا سنعبر المرحلة إلى ما هو أفضل، ولن نُضام، وبأن علينا فقط أن نخلص العمل، ونلتزم بالإرشادات، لنحفظ النفس والحياة، وأن نستحضر في سلوكنا التوجيه الربّاني «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا».

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية