يأتي إعلان عام 2021 «عام الخمسين» بمنزلة تأكيد لتميز الاستراتيجية التنموية التي تبنّتها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأعوام الخمسين الماضية، التي أوصلتها إلى مراكز متصدّرة إقليميًّا ومتقدمة دوليًّا في مؤشرات التنافسية العالمية على اختلافها، الأمر الذي جعلها تتطلع إلى استقبال خمسين عامًا قادمة، برؤية طموحة تسعى إلى تحقيق إنجازات نوعية تمكّنها من تبوؤ الريادة العالمية في مختلف القطاعات والمجالات.
هذا الطموح في تحقيق الريادة العالمية لا بدّ له أن يتحقق لدولة الإمارات في المستقبل، وذلك لتوافر مجموعة من المحفزات والدعائم، أهمها رعاية قيادتنا الرشيدة لتلك الطموحات، وإصرارها على مواصلة المنجزات التنموية من خلال الاستفادة من التحديات وتحويلها إلى فرص تعزز الازدهار وتعظّم الإنجازات التي مضت بثبات، منذ أن تأسست الدولة في عام 1971 وحتى يومنا هذا، وهو ما يعطي الأمل باتجاه مستقبل حافل بالنجاحات والتميّز.
هذه الرؤية التنموية الطموحة لم تجعل دولة الإمارات تفكر في تحقيقها على الصعيد الوطني فحسب، إنما امتدت إلى الصعيدين الإقليمي والدولي أيضًا، وهو ما تجلّى مؤخرًا في الاجتماعات الرفيعة المستوى التي عقدتها الحكومة عن بُعد، بمشاركة وزراء ومسؤولين من دولة الإمارات و9 دول أفريقية، التي بحثت سبل تعزيز الشراكات الاستراتيجية التنموية، وشهدت إطلاق «برنامج التبادل المعرفي»، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء التابعة للاتحاد الأفريقي، بهدف مشاركة نموذج الدولة التنموي في التحديث الحكومي لتتم الاستفادة منه في تطوير القطاعات الأكثر حيوية، واكتشاف فرص تنموية جديدة تنهض بالمجتمعات الإفريقية.
المحاور التي تمّ التركيز عليها خلال تلك الاجتماعات، مثل الاستعداد للمستقبل، والأمن الغذائي والتحول الاقتصادي والخدمات الحكومية والابتكار الحكومي والتميز الحكومي وغيرها، تشير إلى أن دولة الإمارات باتت نموذجًا يحتذى به في صياغة الرؤى وتبنّي الأفكار التي توجِد حلولًا مبتكرة للتحديات، وتصنع مستقبلًا أفضل، يتم فيه تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، التي اعتمدتها الأمم المتحدة في عام 2015، بهدف إنهاء الفقر وحماية الكوكب، وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030.
لقد أدركت دولة الإمارات أن تبنّي نموذج «الاستعداد للمستقبل» يتم من خلال استشراف المستقبل وتحويل التحديات إلى فرص، وتعزيز المرونة والجاهزية، وجعل المعرفة والتكنولوجيا والإبداع الوسائل الأبرز في تحقيق إنجازات نوعية وشاملة من شأنها تعزيز الازدهار، وضمان مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة، عبر سلسلة من المبادرات التي هيّأت العقول وحشدت الطاقات وجهّزت المؤسّسات لما ستكون عليه الدولة مستقبلًا.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية