تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي على بعد أيام قليلة من انطلاق عام الخمسين في 6 أبريل المقبل، تحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة، حيث أبهرت العالم مجدداً بنجاحها البارز في التعامل مع أخطر أزمة تواجه البشرية منذ عقود، ما جعلها بالفعل محطّ اهتمام، بل وأنظار أولئك الباحثين عن أماكن آمنة، سواء لأعمالهم أو إقاماتهم أو عائلاتهم، أو حتى ثرواتهم وأصولهم. ولهذا، من الطبيعي أن تتصدر الدولة قوائم ومؤشرات عالمية بشأن الكفاءة والاستعداد، وسرعة الاستجابة والتعامل بفاعلية مع الطوارئ. 
في هذا السياق، صُنّفت دولة الإمارات سادس أفضل وجهة عالمية على قائمة خيارات الأثرياء على مستوى العالم الراغبين في الإقامة بدولة تعاملت بكفاءة مع جائحة «كوفيد-19»، وتفوقت على سنغافورة، وهونغ كونغ، وإيطاليا، والمملكة المتحدة. 
وجرى ترتيب الدول في القائمة التي تعدّها مجموعة «ديب نوليدج أناليتيكس» الأميركية، بالتعاون مع الشركة البريطانية المتخصصة في الدراسات المتعلقة بالمواطنة وإقامة الأجانب، استناداً إلى مجموعة من المعايير المهمة وهي: كفاءة الحكومة في إدارة المخاطر الناجمة عن الجائحة، وكفاءة الحجر الصحي، ورصد واكتشاف حالات الإصابة بالفيروس، وجاهزية المؤسّسات والمنشآت الصحية، والمرونة الإقليمية، إضافة إلى معيار الاستعداد للتعامل مع الحالات الطارئة، الذي تصدّرت فيه الإمارات دول العالم، حيث تجاوبت بسرعة مع تداعيات الجائحة من خلال الآليات التي تنتهجها في الرصد والكشف والتطعيم.
ولا شك في أن هذه التصنيفات لم تأتِ من فراغ، وإنما هي انعكاس للواقع، حيث تمكنت الدولة بالفعل من تحقيق ما عجزت عنه دول كبرى، سواء من حيث قدرتها على الحد من انتشار الفيروس، حيث لا تتجاوز نسبة الإصابات اليومية 1%، أو معالجة من يصابون به، حيث تعدّ نسب حالات الشفاء من الأعلى، والوفيات من الأقل في العالم، أو تلقيح الناس حيث تجاوز مجموع جرعات اللقاح المضاد للفيروس، حتى يوم الأربعاء الماضي، 7.6 مليون جرعة وبمعدل فاق الـ75 جرعة لكل 100 شخص، لتكون الإمارات بذلك واحدة من أعلى دول العالم في تطعيم سكانها بلقاحات مضادة لفيروس كورونا المسبب لمرض «كوفيد-19». هذا فضلاً عن نجاحها الواضح في التخفيف من تداعيات وآثار الجائحة، حيث اتخذت سلسلة من الإجراءات التي أثبتت فاعليتها، وها هي الحياة تعود تدريجيًّا إلى طبيعتها، بينما تواصل الدولة تطبيق كل الإجراءات اللازمة لضمان تعافٍ سريعٍ وكاملٍ، إن شاء الله تعالى.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.