تعود علاقات الهند بدول الخليج العربي إلى عصر حضارة وادي السند. وهناك اعتقاد شائع بأنه قبل 2500 عام، كانت هناك علاقات تجارية قوية بين وادي السند ومنطقة الخليج العربي التي تضم دولاً مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين. ورغم الأدلة الملموسة على التجارة القديمة والتقارب الثقافي، هناك سوء تصور منتشر على نطاق واسع، مفاده أن علاقات الهند مع الخليج العربي تدور حول العلاقات الاقتصادية فحسب. ويجري توضيح هذا من خلال الإشارة إلى تصدير القوة العاملة الهندية واستيراد النفط الخليجي. ومن المعلوم جيداً أنه بخلاف الواردات من الطاقة والصادرات من قوة العمل، تمتعت نيودلهي دوماً بصورة جيدة في كل دول المنطقة. ومن المضحك المبكي أن حراك الروابط الاستراتيجية والسياسية لم تتردد في مناقشات علاقات الخليج العربي الهندي حتى نهاية القرن الماضي. 

لكن شهدت بداية القرن الجديد تنوعاً ملحوظاً في علاقات الهند بعدد من دول الخليج العربي بصفة عامة، ومع السعودية والإمارات بصفة خاصة، من خلال كثير من التواصل رفيع المستوى والشراكات الاستراتيجية. وبدأت مرحلة محورية أخرى من دعم وتعزيز علاقات الهند بالكويت التي شهدت في الآونة الأخيرة مساراً صاعداً بعد الزيارة التي استغرقت يومين لوزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر محمد الصباح إلى الهند في الأيام القليلة الماضية، واجتماعه مع وزير الخارجية الهندي جائي شنكر، وقرار تشكيل لجنة مشتركة يرأسها بالشراكة وزيرا خارجية البلدين. 

وأثناء المحادثات، وافق وزيرا خارجية البلدين على أن اللجنة المشتركة ستكون هيئة عامة تضم تحت مظلتها كل التفاعلات الثنائية بين المؤسسات مثل «مشاورات مكتب الخارجية» وعدد قليل من جماعات العمل المشتركة بشأن التجارة والاستثمارات والدفاع والأمن. ويستكشف الجانبان في ظل اللجنة المشتركة إمكانية تعزيز التعاون في عدد من المجالات الأخرى، وهذا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق شراكة استراتيجية. هذا إلى جانب جماعات العمل المشتركة القائمة، مثل تلك المتعلقة بالطاقة وحرية الانتقال والقوة العاملة والرعاية الصحية. 
وهناك تضافر متزايد بين الهند والكويت في وقت يشهد اتساقاً كبيراً بين البلدين في النظر إلى القضايا الإقليمية والعالمية الاستراتيجية. وفي الماضي القريب، حدث تطور كبير في الاتفاقات الثنائية، كما حدث تدفق هائل في الاستثمارات الرأسمالية وتبادل الوفود الاقتصادية بين الهند والكويت. والنفوذ التكنولوجي للهند في الكويت تزايد بشكل كبير للغاية بفضل نجاح الهند في تصدير الأجهزة والمتخصصين في البرمجة. ولدى البلدين اتفاقات في التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا وتبادل البعثات التعليمية. 
والعلاقات الثقافية بين البلدين تتجلى في «مكتبة الشيخ ُصباح» في نيودلهي وإنتاج أفلام بشكل مشترك في الهند مثل فيلم «شاهين» من بطولة الفنان الكويتي المشهور خالد صديق بسبب فيلمه المشهور عالمياً الذي بعنوان «بس يا بحر». كما ارتقت العلاقات الاقتصادية والثقافية إلى مستوى شراكة أكثر حيوية وحراكاً. ومنذ الزيارة المهمة لأمير الكويت السابق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عام 2006، حققت الزيارات والاجتماعات رفيعة المستوى تقدماً كبيراً في تعزيز العلاقات الثنائية. 
وحالياً، الكويت بين أكبر عشرة موردين للنفط إلى الهند ومصدر مهم لأمنها في الطاقة. وفي مجال التجارة والاستثمار، تزيد قيمة تجارتنا التبادلية السنوية غير النفطية على مليار ونصف مليار دولار. والكويت تمثل حالياً سوقاً مستهدفة لمنتجات التصدير الهندية الرئيسية مثل الملابس والمواد الغذائية والآلات والأجهزة الميكانيكية وغيرها. وتُبذل الجهود حالياً لتوسيع هذا المجال وخاصة في مجال الرعاية الصحية بعد جائحة كورونا في الآونة الأخيرة. والهند معروفة بأنها صيدلية العالم، ويمكنها المساهمة بشكل كبير في مجال العقاقير الطبية. 
وسبقت الهند حالياً كثيرين من موردي التكنولوجيا في التواجد بمنطقة الخليج. والسياسة الحالية الخاصة بـ«النظر شرقاً» لغالبية دول الخليج العربي في ما يتعلق بالتكنولوجيا والخدمات المتطورة، جعلت الهند تصبح أكثر قرباً من الكويت. وهناك نحو مليون هندي يشكلون أكبر جالية مغتربة في الكويت. والجالية الهندية لها دور تاريخي في التنمية الاجتماعية الاقتصادية للكويت، وخاصة في مجالات الصحة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات. وهناك إمكانيات كبيرة لتعزيز الروابط الثنائية في المجالات السياسية والثقافية والاستراتيجية. 
الكويت فاعل دولي مهم، والبلاد تعزز بشكل واضح مشاركتها في القضايا الدولية مثل حوكمة الطاقة والتعامل مع مشكلة تغير المناخ وإصلاح الهيكل المالي العالمي. والهند من جانبها قطعت خطوات فعلية وتقدمت لتصبح في المرتبة الأولى وسط الدول، التي تقدم تكنولوجيات رخيصة ومتقدمة لكثير من دول مجلس التعاون الخليجي ومنها الكويت. ولدى كل من الهند والكويت بالتأكيد الكثير مما يتعلماه من خبرة إحداهما الأخرى في نظام يتزايد عولمة سريعاً.