..وتستمر مسيرة الإنسانية والخير والعطاء في دولة الإمارات العربية المتحدة على خطى المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.. وهي مسيرة تتجدد طاقتها في يوم زايد للعمل الإنساني، الذي يصادف الـ19 من شهر رمضان من كل عام، والذي يوافق ذكرى رحيل المؤسس، طيب الله ثراه. ولو سمح المقام لعرضنا الجهود الواسعة المُتحققة عبر المؤسسات الإنسانية التي أنشأتها الإمارات 
لهذا الغرض، فاهتمت بالعمل الإنساني شرقاً وغرباً وسعت بكل ما أوتيت من إمكانيات في جميع أنحاء العالم، وصولاً إلى تقديم المساعدات العاجلة للدول المتضررة كما شاهدنا في ظل جائحة كورونا. 
ومنذ أنْ أرست اللَّبِنة الأولى في مسيرة بناء الدولة العصرية والإمارات تضع الإنسانية نُصب عينيها، بتسخير كل الإمكانات لبناء الإنسان الذي تراه شرطاً لبناء الأوطان. وقد سجلت الإمارات صفحاتٍ من ذهبٍ في كتاب الإنسانية المشرق، لتسير على نهجٍ إنسانيٍّ قلّ نظيره، فالأرقام والسجلات الدولية تؤكد أنّ الإمارات من أكثر الدول سخاءً وعطاءً في المجال الإنساني والإنمائي، حيث حافظت على مركزها المتقدم بين أكبر المانحين في المجال التنموي. ومما يميز العمل الإنساني الإماراتي أنه يقدم دعمه الإغاثي والتنموي بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو دينية أو خلافه. ولم تتوان الإمارات يوماً عن مدِّ يد العونِ للمحتاج بصرف النظر عنْ أيّ اعتبار، فهي لم تترك سوريا وحيدةً في مواجهة الوباء العالمي، وكذلك فعلت مع لبنان حيث ما إنْ وقعت كارثة انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020 حتى هرعت الطائرات الإماراتية محملةً بأطنان المساعدات الطبية والإغاثية. وها هي الإمارات تمدّ يدَ الخير والعطاء وترسل آلاف الجرعات من لقاح كورونا للشعب الفلسطيني، ليتحوّل دخول الجرعات إلى برنامج تلقيح منظم لصالح الجميع. 
إن العمل الإنساني بالنسبة لدولة الإمارات، قيادةً وشعباً، هو فطرة عربية إسلامية وإنسانية، ونهج راسخ، وسلوك متوارث.. وهو عام وشامل ويحتوي كل الحالات والمجالات الإنسانية، الأمر الذي يجعل من الإمارات دولةً إنسانيّةً بامتياز، فهي يعنيها الإنسان أولاً وأخيراً، متجاوزةً بذلك كلّ التسميات السياسية والدينية والفكرية والأيديولوجية.. من أجل الإنسان فحسب، لتكون بحقّ الدولة التي نشأت على قيم العروبة والإسلام، والثابتة على نهج الحضارة والإنسانية.

*كاتب كويتي