الإمارات عاصمة الإنسانية، فمؤسساتها الخيرية فاعلة في كل مكان على وجه المعمورة، لتنشر الخير في كل مكان، فالإمارات تستحق هذا اللقب، حيث إن هذا النهج ليس بجديد على إمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله.
وعلى عهد زايد الخير يسير قادة الإمارات في نشر الخير، واللافت أن الإمارات بالإضافة إلى إرسال المعونات لدول العالم المحتاجة، كان لها تواجد فاعل على الأرض في تلك البلدان، لتقدم المساعدات الفورية وأيضاً طويلة الأجل، ونهج زايد مستمر منذ تأسيس الدولة، حيث إن اسمه لا يزال يذكر بالخير، ويصادف هذا الشهر ذكرى وفاة قائد الإنسانية، وهنا لا بد أن نقف ونستذكر هذا الإرث العظيم الذي تخلد في وجداننا، فنحن أبناء المؤسس وأحفاده ولنا الحق أن نفخر به بما قدمه لنا، فالإمارات درة من درر هذا العالم، وزايد له أثر طيب بين الجميع وسمعة عطرة، وهذا لم يأت من فراغ، إنما من عمل مستمر ورثه الأبناء عن الآباء واستمروا في نهج الخير.
في الإمارات عشرات المؤسسات الخيرية التي تعمل بلا هوادة، وهنا في «يوم زايد للعمل الإنساني»، نخلد نهج المؤسس حيث يصادف كل عام 19 رمضان، ونحن نتذكر عام 2013 حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يوم العمل الإنساني الإماراتي لكسوة مليون طفل محتاج من كل دول العالم.وبين هذا اليوم ويومنا هذا الكثير، حيث نجحت الإمارات في توزيع 216 مليون وجبة طعام في 30 دولة في شهر الخير شهر رمضان لتتجاوز المخطط لها 100 مليون وجبة بأكثر من الضعف، وهي المبادرة التي جاءت تحت مظلة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية». وكما قال سموه: «فإن التفاعل المجتمعي والإقبال القياسي من أهل الخير والإحسان أفراداً ومؤسسات على المساهمة في هذه الحملة ذات الأغراض الإغاثية والإنسانية النبيلة يؤكد أن الإمارات كانت وما زالت وستبقى عاصمة عالمية للخير والإحسان».
أيضاً لا بد أن نتذكر أن الإمارات سبق وأن تربعت في قمة الدول الأكثر عطاءً وإنسانية، كما أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حصل على جائزة أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية «ديهاد 2021»، تقديراً لدوره الكبير في دعم العمل الإنساني في كل مكان من العالم، حيث إن تلك الدول المستضعفة أو التي تعاني شعوبها من ويلات الحروب أو الكوارث الطبيعية قد وجدت الإمارات في مقدمة الدول المانحة، التي تمد يد العون وتسهم في مد يد الخير لتلك الدول، ونذكر مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لاستئصال مرض شلل الأطفال، حيث نجحت المبادرة في تطعيم أكثر من 83 مليون طفل وحمايتهم في ظل ظروف صعبة تمثلت في وباء كورونا، حيث لم يوقف هذا الوباء الكارثي جهود الإمارات في نشر الخير، والاستمرار في حملاتها الإنسانية المتعددة. 
وعند الحديث عن سلسلة المبادرات الإنسانية التي تقدمها الإمارات، فلا بد لنا أن نذكر دولتنا في محاربة وباء كورونا، أو الجائحة التي هزت أركان دول العالم، لكن الإمارات وبجهودها المستمرة استطاعت حماية مواطنيها كما المقيمين، من خلال نشر التوعية وضبط إيقاع الحظر، بما يتناسب مع ضمان استمرارية الحياة في مدن الدولة، ونشر مراكز الفحص المتعددة، والأهم هو توفير اللقاح حيث تم تلقيح أكثر من نصف سكان الدولة، وإطلاق «ائتلاف الأمل» من أبوظبي للعام، بهدف توزيع مليارات جرعات اللقاح لكل دول العالم.