تحت شعار «نحن جزء من الحل» تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالم، الاحتفاء باليوم الدولي للتنوع البيولوجي، الذي يصادف اليوم السبت 22 مايو من كل عام، انطلاقاً من إيمانها البالغ بأن التنوع البيولوجي هو الحل للعديد من تحديات التنمية المستدامة، إذ يؤكد الهدف الـ15 من أهداف التنمية المستدامة 2030، ضرورة حماية النظم الإيكولوجية البرية ومكافحة التصحر ووقف تدهور الأراضي وفقدان التنوع، ذلك أن الطبيعة توفر الأكسجين، وتنظم أنماط الطقس، وتلقح محاصيلنا، وتنتج لنا الطعام والأعلاف والألياف، الأمر الذي يستدعي إيقاف الضغوط المتزايدة عليها، الناجمة عن الأضرار التي يسببها النشاط البشري بحوالي 75 في المئة على الحياة البرية والطبيعة.
ولأن التصحر وإزالة الغابات يشكلان بسبب الأنشطة البشرية وتغيّر المناخ، تحديات كبيرة للتنمية المستدامة، تؤثر سلبيًّا في الأمن المائي والغذائي، وتضر بحياة الكائنات الحية والموارد الطبيعية، فقد ركزت دولة الإمارات في السنوات الأخيرة على ضرورة حماية التنوع البيولوجي، من خلال الاستثمار في استعادة الحياة الزراعية وتعزيز مخرجاتها، بما يحسّن سبل العيش، ويحدّ من نقاط الضعف، ومن المخاطر الواقعة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا السياق تَرْسخ مقولة الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في الأذهان، التي قال فيها: «نحن الذين نعيش الآن فوق هذه الأرض مسؤولون عن الاهتمام ببيئتنا والحياة البرية.. واجب علينا الوفاء لأسلافنا وأحفادنا على حد سواء»، وهو ما عزّز تكثيف الجهود وتضافرها لمعالجة التحديات البيئية، فقد عملت المؤسسات المتخصصة، وبتوجيهات من قيادتنا الحكيمة، على إطلاق مشاريع وبرامج ومبادرات عدّة أسهمت في تحسين جودة الموارد المتاحة وعزّزت من وفرتها.
كما اعتُمدت منظومة متكاملة حافظت من خلالها على التنوع البيولوجي، بمكوناته البرية والبحرية وأنظمته الإيكولوجية وحمته من الضغوط الطبيعية والبشرية، وآخرها الخطط الخمس التي اعتمدتها وزارة التغير المناخي والبيئة في هذا المجال، كوضع شبكة من المحميات الطبيعية والأراضي الرطبة وربطها بين المناطق المهمة بالتنوع البيولوجي، وإنشاء مناطق محمية جديدة، وتعزيز فاعلية إدارة المحميات الطبيعية والأراضي الرطبة الحالية، وغيرها من الخطط التي تسهم في ريادة الدولة في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي، التي يشهد عليها تبوؤها المركز الأول عالميًّا في مؤشر القوانين البيئية ومؤشر الازدهار، والأول عالميّاً في مؤشر الرضا عن جهود المحافظة البيئية، وتصدّرها عالميّاً كذلك في مؤشر الأداء البيئي، بحسب تقارير ومؤشرات التنافسية العالمية لعام 2020. وتقرير الكتاب السنوي للتنافسية «IMD».

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.