بينما يتم تطعيم أكثر من ثلث الأميركيين بشكل كامل ضد فيروس كورونا، لا يزال هناك ملايين الأشخاص الذين لم يتلقوا جرعة واحدة بعد. وتختلف أسباب عدم الحصول على اللقاح، وهناك أشخاص يريدون التطعيم ولكنهم في منطقة نائية جداً للوصول إلى مركز تطعيم نموذجي. من بين هؤلاء أشخاص يعملون في منصات البترول في خليج المكسيك أو يعيشون في مناطق ريفية على بعد أميال من أقرب عيادة طبية أو صيدلية. تستعد شركات الطائرات من دون طيار لتقديم منتجات طبية مبردة لهؤلاء الأشخاص. إذا لم يتم تنفيذ الخطط في الوقت المناسب لمكافحة أزمة فيروس كورونا، تأمل هذه الشركات في المساعدة بشكل عاجل في حالة الذعر الصحي الكبيرة القادمة في العالم.
«دراجانفلاي» ومقرها ساسكاتون، كندا، و«فولانسي» ومقرها سان فرانسيسكو، من بين الشركات التي تشغل طائرات من دون طيار في الولايات المتحدة، مع شراكات لتوصيل الأدوية.
كانت «دراجانفلاي» موجودة منذ التسعينيات، وستبدأ رحلات تجريبية لنقل لقاحات فيروس كورونا في تكساس الشهر المقبل مع شركة «كولد تشين تكنولوجي سيرفيسيز»، وهي شركة لإدارة سلسلة التوريد للرعاية الصحية. تدير شركة «فولانسي»، التي تأسست عام 2015، طائرات من دون طيار، تحمل أدوية ولقاحات مبردة أخرى مع شركة «ميرك» في ولاية كارولينا الشمالية منذ أكتوبر الماضي.
تعد الطائرات من دون طيار أسرع وأرخص في التعامل مع الحمولات الصغيرة إلى المواقع البعيدة مقارنة بالشاحنات أو طائرات الهليكوبتر، وفقاً لما ذكره «واين ويليامز»، المدير التنفيذي في «كولد تشين»، ومقرها تكساس.
وأضاف: «إذا اضطررت إلى الحصول على لقاح منقذ للحياة في مكان يبعد حوالي (300 ميل) من هنا، يجب أن أجد شركة نقل، وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى سبع ساعات لتوصيله. ولكن إذا وضعت الطرد على طائرة من دون طيار، مع إمكانية تعقبها، فستصل إلى هناك في وقت أسرع مقابل تكلفة أقل بكثير».
في الأسبوع الماضي، أعلنت شركة «كولد تشين» عن خطط لإنفاق 750 ألف دولار على معدات «دراجانفلاي» لشحن الإمدادات الطبية ولقاحات فيروس كورونا على أساس تجريبي إلى المواقع القريبة.

تعمل المركبات الجوية من دون طيار على المساعدة خلال الوباء بطرق أخرى أيضاً. فقد وضعت «دراجانفلاي» نظاماً يمكنه قياس العلامات الحيوية للأشخاص، مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم من طائرة من دون طيار. تم استخدام طائرات «درون» من الشركة المصنعة الصينية DJI لمراقبة التباعد الاجتماعي في مدينة إليزابيث، نيوجيرسي، خلال العام الماضي. وفي الوقت نفسه، أعلنت بضع شركات عن تطهير طائرات من دون طيار لرش المناطق التي يحتمل أن تكون ملوثة من أعلى.
لا تقوم الطائرات من دون طيار بنقل لقاحات فيروس كورونا في الولايات المتحدة حتى الآن. لكن «كولد تشين» تريد تغيير ذلك.
ستعمل الشركة مع إدارة الطيران الفيدرالية هذا الصيف للحصول على الموافقة على طرق التسليم في تكساس. يأتي ذلك بعد أن أصدرت إدارة الطيران الفيدرالية قواعد جديدة للطائرات من دون طيار في ديسمبر الماضي، في خطوة نحو تمكين عمليات التسليم التجارية على نطاق واسع.
وطورت «كولد تشين» بالفعل حاويات حرارية بحجم 12 بوصة على شكل مكعب ليتم حملها بوساطة طائرات «دراجانفلاي».
يمكن لصناديق الشركة التي يتم التحكم في درجة حرارتها أن تحتوي على ما يقرب من 600 إلى 15000 قارورة من اللقاح. وقال ويليامز: إن الصناديق تم تصميمها للحفاظ على درجات الحرارة المنخفضة للغاية التي تتطلبها شركة فايزر لمدة 48 ساعة، ومودرنا لمدة 72 ساعة على الأقل. وأضاف ويليامز أنه يمكن الاحتفاظ بلقاح جرعة واحدة من جونسون وجونسون في درجات حرارة أعلى قليلاً، بين 36 و46 درجة فهرنهايت، والتي يمكن أن تحتفظ بها الحاوية لمدة 96 ساعة تقريباً.
تقول الشركة: إن الصناديق بها أجهزة لجمع البيانات تنبه «كولد تشين» إلى الاختلافات في درجات حرارة اللقاح. بمجرد وصول الطائرة من دون طيار إلى موقع الإنزال.
تقدم «دراجانفلاي» مجموعة من الطائرات من دون طيار مخصصة لوظائف محددة مثل التعليم وإنفاذ القانون والزراعة. وتخطط «كولد تشين» لبدء تسليم اللقاحات في تكساس باستخدام طائرات من دون طيار متوسطة المدى لشركة قادرة على تقديم خدمة النقل عبر الطيران لمسافة 372 ميلاً، ذهاباً وإياباً، مقابل رسوم.
لا تعد «دراجانفلاي» هي الشركة الناشئة الوحيدة التي تنقل الإمدادات الطبية في الولايات المتحدة، ففي أكتوبر، بدأت شركة «فولانسي» في كونكورد بولاية كاليفورنيا رحلاتها التجارية للرعاية الصحية حول ويلسون، نورث كارولاينا، حيث توزع الشركة لقاحات الالتهاب الرئوي والتهاب الكبد بالشراكة مع شركة الأدوية العملاقة «ميرك». تقول شركات الطائرات من دون طيار إنها تضع الأساس اليوم حتى تتمكن من العمل بسرعة أكبر خلال أزمات الرعاية الصحية المستقبلية.
* صحفي أميركي متخصص في قضايا التقنية والابتكارات.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»