في اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، الذي يصادف اليوم 15 يونيو من كل عام، تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة أن «كبار المواطنين»، وهو الاسم الذي أطلقته على كبار السن، تقديراً لمكانتهم ولِما قدموه من خدمات جليلة لوطنهم، بأنهم الشريحة الأكثر حاجة إلى الاهتمام بهم وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في مسيرة بناء الدولة ونهضتها، ذلك أن العطاء لا عمر له، وهم الفئة الأكثر خبرةً في مواجهة التحديات، لكنهم قد يكونون في الوقت نفسه الأكثر عرضةً، وخصوصاً في الدول النامية، في ظل الأزمة الصحية التي تعصف بالعالم، إلى انعدام المساواة بشأن الحصول على الرعاية الطبية وحفظ حقهم الإنساني في الحياة وفي التمتع بالصحة.
وفي هذا السياق بذلت دولة الإمارات جهوداً نوعية في سبيل تمكين «كبار المواطنين» وتقديم أفضل الخدمات لهم ولأسرهم، إذ أطلقت الحكومة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2018 «السياسة الوطنية لكبار المواطنين»، بهدف الارتقاء بجودة حياتهم، وحمايتهم من الإساءة والعنف وضمان مشاركتهم الفاعلة ضمن النسيج المجتمعي، وفق برامج ومبادرات تمكّنهم من عيش حياة كريمة وآمنة ومستقرة، من خلال حصولهم على خدمات تتعلق بالرعاية الصحية، والبنية التحتية والنقل، والاستقرار المالي، والأمن والسلامة، وغيرها.
كما أقرّت دولة الإمارات تشريعات تهدف إلى حماية «كبار المواطنين» وتعزيز جودة حياتهم، فقد اعتُمد القانون الاتحادي رقم 9 لسنة 2019 بشأن حقوق كبار المواطنين، لضمان تمتعهم بالحقوق والحريات الأساسية التي كفلها الدستور، وتوفير الرعاية والاستقرار النفسي والاجتماعي لهم، وحمايتهم من التعرض للعنف والإساءة والإهمال، وتوفير بيئة مؤهلة لهم، كالمسكن والتعليم والعمل، وإدماجهم مع المجتمع وحقهم في الحصول على خدمات اجتماعية وصحية، ومعاملة تفضيلية تجعل من مصلحتهم أولوية.
لقد جاء توفير متطلبات العيش الكريم لكبار المواطنين ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة التي لم تتوانَ يومًا عن التفكير بتوفير حياة كريمة لجميع فئات المجتمع في الدولة عمومًا، وهذه الفئة على وجه الخصوص، إذ تُشرف وزارة تنمية المجتمع على مراكز إيواء لرعاية كبار المواطنين، وتقدّم لهم خدمات رعاية صحية أولية واجتماعية ونفسية وعلاج طبيعي في منازلهم، ذلك أنهم أصحاب العطاء الذي لا ينضب، وهم كما قال عنهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ذات يوم: «.. هم كبار في الخبرة، وكبار في الخدمة لهذا الوطن، وكبار في النفوس، وكبار في العيون والقلوب».

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراساتت والبحوث الاستراتيجية.