سيواجه «التعرّف على الوجه» وغيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر قيوداً صارمة في إطار قواعد جديدة كشف عنها الاتحاد الأوروبي، وتهدِّد بغرامات ثقيلة ضد الشركات التي لا تمتثل للقواعد الجديد. سبق وأن اقترحت المفوضية الأوروبية، التي تُعد الجهاز التنفيذي للتكتل، مجموعةً من التدابير التي من شأنها حظر بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي، مثل تلك التي تستغل مجموعات ضعيفة وهشة، أو تستخدم تقنيات خفية، أو تسجل السلوك الاجتماعي للأشخاص.

كما سيُحظر أيضاً استخدامُ تكنولوجيا التعرف على الوجه، وغيرها من أنظمة التعريف البيومترية عن بُعد وفي الزمن الحقيقي من قبل أجهزة إنفاذ القانون، اللهم إلا إذا كانت ستُستخدم من أجل منع هجوم إرهابي، أو إيجاد أطفال مفقودين، أو التعاطي مع حالات طوارئ أمنية عامة أخرى. ويُعد التعرف على الوجه شكلاً مثيراً للجدل بشكل خاص من أشكال الذكاء الاصطناعي. إذ تحذّر منظمات الحريات المدنية من مخاطر التمييز أو الخطأ في تحديد الهويات عندما تستخدم أجهزة إنفاذ القانون التكنولوجيا، التي تخطئ أحيانا في التعرف على النساء والأشخاص من ذوي البشرة الداكنة جدا.

كما حذّرت مؤسسة الحقوق الرقمية «إي دي آر آي» من وجود ثغرات بخصوص الاستخدام الاستثنائي للتكنولوجيا. أما التطبيقات عالية المخاطر الأخرى التي يمكن أن تعرّض للخطر سلامة الناس أو الوضع القانوني -- مثل السيارات ذاتية القيادة أو التوظيف أو قرارات اللجوء – فسيتعين أن تُخضع أنظمتها لعمليات فحص وتدقيق قبل استخدامها وأن تتقيد بالتزامات صارمة أخرى.

وتُعد هذه التدابير أحدث محاولة من قبل الاتحاد الأوروبي لاستغلال قوة سوقه الواسع والمتطور من أجل تحديد معايير عالمية يتعين على الشركات حول العالم اتباعها، على غرار «اللائحة العامة لحماية البيانات». وتُعد الولايات المتحدة والصين موطنا لأكبر شركات الذكاء الاصطناعي التجارية في العالم – «غوغل» و«مايكروسوفت»، و«بايدو» التي يوجد مقرها في بكين و«تنسنت» التي يوجد مقرها في شينغن – غير أنهما قد ترغمان على تغيير عملياتهما إن رغبتا في بيع منتجات لمستهلكين أو شركات في أوروبا.

وفي ما يلي بعض النقاط المهمة: غرامات قدرها 6٪ من العائدات يُتوقع أن تُفرض على الشركات التي لا تلتزم بالحظر أو شروط البيانات.

وغرامات أصغر متوقعة ضد للشركات التي لا تمتثل لشروط أخرى منصوص عليها ضمن القواعد الجديدة، كما أن التشريع يسري على كل من مطوّري أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر ومستخدميها. والاتحاد الأوروبي سينشئ مجلسا أوروبيا للرقابة من أجل ضمان التطبيق المنسق للقانون في جميع أنحاء أوروبا. وما زالت هذه القواعد في حاجة إلى موافقة البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء في التكتل قبل أن تصبح قانوناً، وهي عملية قد تستغرق سنوات.

*صحفية متخصصة في التكنولوجيا

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»