خلال تسعة أيام فقط هذا الشهر، أعلنت وسائل الإعلام الكوبية الحكومية عن وفاة خمسة جنرالات، مما أثار موجة من النقاش والتكهنات المتفرقة.
يبدو أن كبار القادة العسكريين قد فارقوا الحياة بين 17 و26 يوليو. كان بعضهم في الخدمة والبعض الآخر متقاعد، لكن جميعهم أشادوا بالعمل في المجال العسكري. يبلغ عمر أصغر هؤلاء القادة 58 عاما، ولكن معظمهم كانوا في السبعينيات والثمانينيات من العمر. وليس من الواضح سبب الوفاة وليس هناك ما يشير إلى وجود صلة بين أسباب وفاة الخمسة.
يأتي رحيل العديد من الجنرالات في فترة زمنية قصيرة، وبعد قيام الجيش الثوري الذي قاد الدولة الشيوعية لمدة ستة عقود بتسليم السلطة لجيل جديد.
«ويليام ليوجراندي»، خبير في شؤون كوبا في الجامعة الأميركية، يرى أن موجة الوفيات في كوبا ذكّرته بالاتحاد السوفييتي في الفترة التي توفيت فيها شخصيات بارزة مثل «ليونيد بريجنيف» و«يوري أندروبوف» و«كونستاتين تشيرنينكو» -على الرغم من حدوث هذه الوفيات على مدى ثلاث سنوات وليس تسعة أيام. وحسب «ليوجراندي»، فإن تأثير الوفيات في كوبا قد لا يكون له تأثير عملي كبير على الحكومة، نظراً لتقدم العمر معظم الجنرالات، لكنه كان «تذكيرا صارخا بأن الجيل التاريخي من القادة الذي صنع الثورة وأسس النظام الثوري يختفي بسرعة من على الساحة.
وتأتي الوفيات أيضا وسط تصاعد في حالات الإصابة بفيروس كورونا وبعد أسابيع قليلة فقط من قيام بعضٍ من أكبر الاحتجاجات في كوبا منذ عقود والتي عصفت بالحرس القديم للبلاد وتحدت سلطة الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل، أول عضو من جيل الشباب يتولى قيادة كوبا الحديثة.
كانت أول حالة وفاة أعلنت عنها وسائل الإعلام الكوبية هي لأجوستين بينيا بورريز، التي نُشر خبر وفاته في 17 يوليو على موقع «جرانما»، الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي الكوبي. وغرد دياز كانيل قائلا إن الأخبار «مؤلمة وحزينة».

كان بورريز، 58 عاما، هو الأصغر بين القادة الخمسة الذي يموت خلال فترة خدمته. وكان يحمل رتبة لواء ويترأس المقاطعات الخمس التي تشكل الجزء الشرقي من كوبا، من كاماجوي إلى جوانتانامو.
وفي 20 يوليو، أعلن عن وفاة مارسيلو فيرديسيا بيردومو، في مدينة سينفويجوس. وتشير الروايات الواردة في الصحافة الكوبية إلى أنه كان يبلغ 79 أو 80 عاما. وكان يحمل لقب عميد احتياطي قبل وفاته.
انضم فيرديسيا بيردومو إلى جيش المتمردين الكوبيين عندما كان في سن المراهقة وعمل لاحقاً كحارس شخصي للزعيم الثوري فيدل كاسترو.
توفي روبن مارتينيز بوينتي، البالغ من العمر 79 عاما، في 24 يوليو، وفقا لوزارة القوات المسلحة الثورية الكوبية. كان مارتينيز بوينتي، القائد السابق للقوات الجوية العسكرية الكوبية، قد أدين في الولايات المتحدة بإسقاط طائرتين مدنيتين في عام 1996 فوق مضيق فلوريدا.
كانت الطائرات تستخدم من قبل مجموعة «الإخوة من أجل الإنقاذ» للبحث عن الزوارق الخشبية المهاجرة والتي تحاول الفرار من كوبا في المياه الدولية، عندما أسقطتها طائرتا ميج كوبيتين في 24 فبراير 1996. لم يواجه مارتينيز بوينتي محاكمة رسمية في الولايات المتحدة. وكان متقاعدا عند وفاته، بحسب البيان الذي أعلن عن وفاته.
وأعلن في وقت لاحق عن وفاة اثنين من الجنرالات، إدواردو لاستريس باتشيكو وأرماندو تشوي رودريجيز، يوم الاثنين. ولم تذكر التقارير عمر لاستريس باتشيكو، وهو لواء في الاحتياطي وكان عضوا آخر في الحرس القديم، وخدم تحت قيادة الثوري الشهير إرنستو «تشي» جيفارا.
تم الإعلان عن وفاة العميد المتقاعد تشوي رودريجيز يوم الثلاثاء، عبر حساب فيسبوك للجامعة المركزية «مارتا أبرو» في لاس فيلاز، والذي قال إنه توفي في الليلة السابقة. كان تشوي رودريجيز، 87 عاما، أحد الأعضاء المؤسسين لحركة 26 يوليو الثورية التي قادها فيدل كاسترو خلال الثورة.
لم يتضمن أي من الإعلانات تفاصيل عن سبب الوفاة. ولا تزال كوبا تشهد ارتفاعا كبيرا لإصابات كوفيد -19، حيث تم الإعلان عن رقم قياسي جديد بلغ 8853 حالة يوم الأحد الماضي. وحتى يوم الثلاثاء الماضي، تم تسجيل وفاة 2492 شخصا بعد الإصابة بفيروس كورونا.
دياز كانيل، 58 عاما، هو من جيل الشباب مثل العديد من الجنرالات. وقد أصبح الرئيس الجديد لكوبا في عام 2018 بعد ما يقرب من ستة عقود من حكم كاسترو، وخلف هذا العام راؤول كاسترو، شقيق فيدل، كسكرتير أول للحزب الشيوعي.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»