الإمارات تحتضن العالم اليوم في دبي دانة الدنيا النادرة، و«الكوكب» الذي لامثيل له. ولن نقدم إضافة بعد مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بشيء عندما اختصر حدث (إكسبو 2020 دبي) بقوله «دولة الإمارات ما هي دولة عالمية.. ولكن العالم في دولة». من هنا أنطلق في نوعية استقبال هذا العرس العالمي بامتياز. الإمارات من خلال إكسبو 2020 مهيئة ابتداء لإبراز هذا الوجه الحضاري للعالم بلا شك، فهي الدولة الوحيدة في هذا المحيط تمثل العالم الأكبر بمكوناته السكانية، والدينية واللغوية والثقافية منذ التأسيس. حيث يتجاوز عدد الجنسيات التي تعيش على أرض الإمارات 200 جنسية، تمثل أكثر من 150 قومية وتستعمل 100 لهجة. وأصبحت اللغة الإنجليزية اللغة اليومية لكثير من القطاعات، خاصة المؤسسات الخاصة والجامعات.

ما هو الخيط الذي يربط كل هذا التنوع البشري في إمارات العالم؟ هناك مجموعة من القوى الناعمة التي تتخلل هذا النسيج الاجتماعي بالدولة. هذا التنوع البشري يُعد ثروة إضافية تفوق جميع الثروات قيمة في الخط الحضاري للأمم الحية. فثروة التنوع في الإمارات شاهدة على ذلك، فقد أحاطت بهذا الوضع المنسجم مع الفطرة البشرية في أي مكان، بالإسلام المعتدل والوسطي الذي يحترم كل المعتقدات السماوية وكذلك المذاهب الأرضية. فالبنية الأساسية للسِلم الاجتماعي، لها دور كبير في رفد قيمة التعايش بين الناس، بعيدا عن نبرة العنصرية أو الطائفية والحزبية الضيقة في ذاتية مصالحها. الذي يجمعهم أخوةُ إنسانية عميقة الجذور، وانفتاح على الآخر، وتقديم الإنسان على المكان في جو من التسامح.

نذهب الآن الإحصاءات التي تؤكد بأن العالم كله يعيش في الإمارات، فعدد الدول في العالم 206 دولة، وعدد الأعضاء في الأمم المتحدة 193 دولة، وعدد الدول المشاركة في إكسبو 191 دولة، ما يعني وجود الأمم المتحدة بكل طاقتها في الإمارات العربية المتحدة.وبما أن الإنسان وصحته في فترة الجائحة محوران رئيسيان لإكسبو 2020، فقد قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بزيارة تفقدية للاطمئنان على سير العمل المطلوب حيث أشار إلى ذلك ب«تويتر»: أثناء لقائي مع اللجنة العليا لإدارة الكوارث والأزمات في دبي.. الفريق كان على قدر المسؤولية الفترة الماضية.. وتوقعاتنا منهم كبيرة خلال فترة إكسبو القادمة.. وطريقتنا الوطنية في التعامل مع الجائحة كانت نموذجًا حكيمًا في الموازنة بين الجانب الصحي والجانب الاقتصادي.

و لم يخل هذا الحدث يوما من متابعة حثيثة ومباشرة وميدانية من قبل القيادة الرشيدة وهو ما صرّح به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على «تويتر»: اطلعت على الاستعدادات الأخيرة لانطلاقة إكسبو دبي بعد شهر من اليوم في 1 أكتوبر 2021.. الفرق مستعدة.. البنية التحتية مكتملة.. أجنحة الدول جاهزة للتحليق بأكبر حدث عالمي بعد الجائحة.. الإمارات العربية المتحدة ودبي ستكون محط أنظار 191 دولة.. متفائل بالحدث الأجمل والأعظم. نطمئن الجميع بأن التجربة التي سيشهدها العالم في إكسبو ستكون غير مسبوقة.. وبأن الإمارات ودبي ستكون على قدر الحدث العالمي.. وبأن الستة أشهر التي ستجتمع فيها 191 دولة معنا ستبقى في ذاكرة العالم بإذن الله». وعلى مسافة واحدة، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تغريدة على «تويتر»:« بعد شهر تبدأ دولة الإمارات باستضافة أحد أكبر الأحداث الثقافية والحضارية على مستوى العالم: إكسبو 2020 دبي».

* كاتب إماراتي