تعد كل دورة من معارض إكسبو الدولية حدثاً ضخماً يجمع إنجازات الحضارة البشرية. وفي ظل جائحة كورونا التي اجتاحت العالم كله، فإن إكسبو دبي 2020 بكونه أول معرض دولي يقام في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، يحمل في طياته مهمة تاريخية ومغزى عصرياً خاصاً. ألقى فخامة الرئيس «شي جين بينغ» رئيس جمهورية الصين الشعبية كلمة فياضة بالحماسة والمودة، متمنياً أن يُكلل إكسبو دبي عامة والجناح الصيني خاصة بالنجاح، إذ تعتبر الصين والإمارات شريكين استراتيجيين شاملين، نتطلع بكل محبة إلى إكسبو دبي.
نتطلع أن يعكس إكسبو دبي أفقاً واعداً لمستقبل البشرية. 
بفضل قيادتها الرشيدة وتخطيطها الدقيق، كرّست الإمارات روح «الكفاح من أجل المركز الأول» منذ تأسيسها قبل خمسين عاماً، حيث أخذت تسلك طريقاً تنموياً يتناسب وظروفها الوطنية، مما يجعلها قدوةً يُحتذى بها للانفتاح والازدهار في الشرق الأوسط وحتى في العالم برمته. 
يقام إكسبو2020 دبي تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، والذي يضمّ أفكاراً مبتكرة عالمية، ويبلور كنوز البشرية الكامنة في التكنولوجيا، بما يطّلع العالم على مفاهيم الابتكار والحيوية والتنمية المستدامة، ويضفي ديناميكية جديدة على التنمية العالمية.


نتطلع أن يكتب إكسبو دبي قصة جميلة عن السلام والإخاء للبشرية. تدمج الإمارات براعة قيم الانفتاح والتسامح والتعددية والاستفادة المتبادلة بروح إكسبو دبي، حيث ابتكرت سياسة «دولة واحدة وجناح واحد» داعية قرابة 200 دولة للمشاركة في المعرض. إن كل الدول المشاركة كبيرها وصغيرها، قويها وضعيفها، غنيها وفقيرها، لديها جناح مستقلّ لتعريف العالم بثقافتها الفريدة ورؤيتها التنموية، ما يجعل إكسبو دبي أكثر معارض إكسبو الدولية شمولاً وتنوعاً في التاريخ. وبالتوازي مع ذلك، يطمح إكسبو دبي بوجه جائحة القرن والتغير المناخي، وغير ذلك من التحديات الخطيرة، إلى تعزيز التواصل وتبدل المنافع بين مختلف الحضارات والثقافات وإعلاء قيم التسامح والتآلف، والإعراب عن إرادة العالم وتصميمه على المشاركة في السراء والضراء بروح الفريق الواحد.
نتطلع أن يدشن إكسبو دبي فصلاً جديداً للصداقة الصينية الإماراتية. في مطلع القرن الجاري، أقامت مدينة شانغهاي وإمارة دبي علاقة التوأمة، قبل أن يُثري معرض إكسبو الدولي رصيد العلاقة. استضافت شانغهاي إكسبو شانغهاي في عام 2010، حينئذ صممت الإمارات بعناية جناحها الوطني على شكل الكثبان الرملية المتموجة، والذي أظهر ملامحها المبهرة والملونة، لتصبح «ألمع نجم» في المعرض. بعد 11 عاماً، قبضت دبي على عصا التتابع، فردت الصين الجميل للإمارات حيث بذلت جهوداً حثيثة في بناء جناح ضخم أطلق عليه «نور الصين»، وصُمّم على شكل الفانوس الصيني الذي يرمز إلى توق ثقافة الأمة الصينية إلى النور ولمّ الشمل والسعادة، بما يعكس مشاعر الصداقة التي يكنّها الشعب الصيني للشعب الإماراتي، ويجسّد مساعي الصين إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في العصر الجديد.
استعراضاً للماضي، عرضت الدورة الأولى من معرض إكسبو الدولي، التي أقيمت قبل 170 عاماً، إنجازات الحضارة الصناعية الحديثة، رافعةً شعاراً مدوياً «كل شيء يبدأ من إكسبو». أما اليوم، فينطلق معرض إكسبو الدولي من دبي من جديد حاملاً في ثناياه آمال وأحلام شعوب العالم، بما يرسم خطة طموحاً لتعزيز الابتكار والذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة عالمياً. 
في الختام، أتمنى أن يصبح إكسبو دبي 2020 أروع حدث ضخم يسطره التاريخ! وأتمنى للصداقة الصينية الإماراتية مزيداً من التقدم والرقي.

* السفير الصيني لدى دولة الإمارات