كعادتها أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة قدرتها على إبهار وإدهاش العالم بأسره، مؤكدة للعالم أجمع أن قصص نجاحها لا تنتهي، وأنه بالإرادة والتصميم يمكن أن نصنع المعجزات. فقد أبهرت دولة الإمارات برؤية قيادتها وهمة أبنائها خلال افتتاح فعاليات «إكسبو دبي 2020» بأنها خطت فصلاً جديداً في تاريخ الإنسانية والتسامح والتقدم والابتكار والانفتاح على الآخر.
عادة ما ينتظر المراقبون والمحللون انتهاء معرض إكسبو ليقيموا مدى نجاحه، أما «إكسبو دبي» كانت مؤشرات نجاحه وتفوقه واضحة للعيان قبل إنطلاقته، منذ اللحظة الأولى التي أُعلن فيها فوز دولة الإمارات الساحق والمستحق باستضافة معرض إكسبو 2020 الدولي في 27 فبراير 2013، بتفوقها على روسيا الاتحادية بواقع 116 صوتاً، وجاء حفل الافتتاح التاريخي والأسطوري الضخم ليؤكد ذلك والذي جسد قدرة العالم على تخطي التحديات وتحويلها إلى فرص تنموية تركز على الابتكار والإبداع.
ولاتزال المؤشرات آخذة في الارتفاع مع مرور كل يوم من أيام المعرض، وهذا ما لمسناه من عدد الدول المشاركة، والذي بلغ نحو 192 دولة بثقافاتها وتجاربها وتاريخها، وحجم وضخامة الوفود الزائرة، ونوعيتها، ومستواها، وما تتناقله كبرى وسائل الاعلام العالمية من أخبار ومعلومات تحدث لأول مره في تاريخ إكسبو الدولي الممتد على مدى 170 عاماً، خاصة وأنه من المتوقع أن يجذب المعرض نحو 25 مليون زيارة تجارية وسياحية، حيث تتطلع العديد من الدول والشركات العالمية إلى المعرض، والذي يعد أو حدث عالمي كبير مفتوح للزوار منذ جائحة فيروس كورونا، لتعزيز التجارة والاستثمار والتواصل.
لقد اختارت دولة الإمارات شعار «تواصل العقول..وصنع المستقبل»، وهو شعار يعبر عن سياسة الإمارات في المجالات كافة، فهي بلد التواصل والتعايش والتسامح، وهي من تصنع المستقبل برؤيتها وإبداعها وطموحها واقتصادها واهتمامها بالابتكار والذكاء الاصطناعي، فقد جسد هذا الشعار مسار قيادتنا الحكيمة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. إنه مسار استشرافي يؤصل ويعزز مسارات التعليم والثقافة والذكاء الاصطناعي والإبداع والتعايش والتسامح.
فإكسبو يعد المكان الأكثر ملاءمة لإعادة صناعة العالم، ويوفر البيئة المناسبة لكافة المشاركين ليكونوا جزءاً أصيلاً من عملية البناء والاستدامة، لما يمثله من رمزية للتعاون والإبداع من أجل البشرية، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال: «إكسبو دبي 2020 يشكل احتفالية إنسانية بأرقى منجزات الدول وإبداعاتها وابتكاراتها، كما يوفر فضاءً لاجتماع العقول والأفكار والخبرات والتجارب الإنسانية، ويعين على اكتشاف آفاق جديدة من التعاون وبناء جسور الثقة بين الشعوب وتعزيز العمل المشترك لبناء مستقبل أفضل للبشرية عنوانه السلام والاستقرار والازدهار للجميع».
من الأمور الجميلة والملفتة لنا جميعاً، مشاركة مجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية مع نحو 30000 متطوع في إكسبو2020 دبي، في الترحيب بالعالم على أرض دولة الإمارات واستقبال الملايين من الزوار خلال فترة الحدث الدولي الممتدة على مدار ستة أشهر من أكتوبر 2020 ولغاية أبريل 2021 حيث يؤدي المجندون مهاماً مختلفة تهدف إلى توفير تجربة استثنائية لزوار إكسبو والدول المشاركة، ليكونوا بذلك واجهة مشرفة لدولة الإمارات أمام العالم، من خلال تنفيذ مجموعة من المهام المختلفة التي تتناسب ومع خبراتهم وإمكاناتهم وتضيف إلى رصيدهم المعرفي والثقافي.
الإمارات قول وفعل، وعدت وأنجزت، فهي لا تعرف المستحيل، ودائماً تصر أن تكون في الطليعة وتحقق الرقم واحد، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يقول: «أنا وشعبي نحب المركز الأول، وهذا يمنحني دافعاً، لتحقيق هذه الرؤية. وليس هناك شيء مستحيل، المستحيل غير موجود في قاموسنا»، فهذا دليل واضح على مدى الدعم اللامحدود الذي توفره قيادنا الرشيدة لأبنائها وفي كافة المجالات، لإطلاق العنان لطموحاتهم وأفكارهم وتطلعاتهم، وهذا ما تحقق بالفعل فمنذ اليوم الأول بعد إعلان الفوز بالاستضافة بدأت ورش العمل واللجان المختلفة بهمة ونشاط للتحضير للحدث ووضع الخطط الاستراتيجية المتكاملة والجدول الزمني المحدد لإكسبو .
وفي مارس 2016 كشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن الشعار الرسمي لـ «إكسبو دبي 2020»، ثم دشن سموه الأعمال الإنشائية في موقع إكسبو دبي لتنطلق مسيرة بناء مدينة المستقبل، والتي احتضنت الحدث الأضخم والأجمل في العالم.
سيشكل إكسبو2020 دبي بوصلةً توجهُ معالم عالم جديد لما بعد كوفيد- 19، وسيكون بوابة المستقبل لكافة القطاعات الحيوية، وسيساعد على وضع خريطة طريق لمواجهة الأزمات والتحديات المختلفة، والتي قد يشهدها العالم مستقبلاً من خلال صناعة حلول استشرافية غير مسبوقة، وهذا ما فعلته دولة الإمارات.


* إعلامي وكاتب إماراتي