عند سماع صوت تحطُّم زجاج، قمتُ بالتجوال في أرجاء المنزل بحثاً عن نوافذ محطمة، حيث كان هذا هو الشيء الوحيد الذي خطر ببالي لتفسير ذلك الصخب. ثم صُدمت، حيث لم يكن هذا صوت تحطم زجاج، بل كان شلالا في منزلي.

في 8 يونيو، ضربتْ عاصفةٌ ممطرةٌ شديدةُ الغرابة المنطقةَ التي أقطُنها في نيوجيرسي، وهو حدث «يقع مرةً واحدةً في العمر»، كما ذكر لاحقاً أحد مسؤولي البناء في البلدية وبعض المقاولين وخبراء الصرف الصحي. لم تكن هذه حتى منطقة معرّضة للفيضانات، لذا لم يتوقع مالكو المنازل حدوث مشكلة.

الفكرة السائدة هي أنه كان هناك الكثير من الميّاه لدرجة أنه لم يكن ثَمة مكان تذهب إليه سوى لأعلى، عبر نوافذ على المحيط الخارجي للطابق السفلي. في النهاية، فُتحت النوافذ الموصدة لتفسح الطريق لتدفق شلالات نياجرا من الجانبين، مما أحدث هذا الصوت المتميز حيث اصطدمت المياه بأرضية البلاط قبل أن تشكل بركة سباحة بين صالة الألعاب الرياضية المبنية حديثاً من جانب والمكان الموجود على الجانب الآخر حيث من المفترض تشييد غرفة ألعاب أطفال. ووجدتُ لفافات ورق التواليت التي اختزنتها أثناء الجائحة وهي تسبح في المياه. وبعد مرور بضعة أسابيع.

هطلت علينا موجةٌ أخرى من الأمطار الغزيرة مع العاصفة الاستوائية «إلسا»، وحبسنا أنفاسنا لنرى ما إذا كانت الإصلاحات الطارئة التي قمنا بها قد نجحت. ومرة أخرى، في أواخر أغسطس، عندما دمرت العاصفة الاستوائية بطيئة الحركة «هنري» الشمال الشرقي.

وبعد ذلك، في مساء الأربعاء، هبت بقايا إعصار «إيدا» –الذي دمّر لويزيانا بالفعل– على نيوجيرسي ونيويورك، لتهطل أمطار قياسية على سنترال بارك، حيث سجلت عاصفة «هنري» الرقم القياسي قبل أيام فقط. كان على دائرة الأرصاد الجوية الوطنية إعلان حالة طوارئ الفيضانات السريعة في مدينة نيويورك لأول مرة، وهو إعلان يختلف عن التحذير، ومخصص «للحالات النادرة للغاية» التي يوجد فيها «تهديد خطير لحياة الإنسان وللممتلكات العامة والخاصة». ومن المؤكد أنه يبدو «أمراً يحدث لمرة واحدة» في صيف واحد. ذلك هو الواقع اليومي المتفاقم لتغير المناخ.

لقد أصبحت العواصف الرطبة أكثر رطوبةً، والفيضانات أكبر وأكثر تواتراً في أجزاء كثيرة من الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة حماية البيئة الأميركية. كما تزايدت الأعطال الكهربائية في الولايات المتحدة بنسبة 73% خلال عام 2020 وسط الكوارث الطبيعية والطقس القاسي، وفقاً لموقع تتبع انقطاع الكهرباء في الولايات المتحدة PowerOutage.US.

ونتيجة لذلك، كسب سوق الإسكان الأميركي المزدهرُ بعضَ الدروس غير السارّة لأصحاب المنازل حول مختلف أشكال المعالجة المقاوِمة للعوامل الجوية والمقاومة للمياه، مثل إعادة تنسيق المروج لتوجيه التدفق بعيداً عن الأساسات، ومقدار ضغط الغاز المطلوب للحفاظ على تشغيل المنزل عند انقطاع التيار الكهربائي.وعلى الجانب الآخر من هذه المفردات التي برزت مؤخراً، هناك صناعة تبيع كل شيء من المولدات إلى مضخات الأحواض وخدمات معالجة العفن.

قال فنيو تطهير المياه في شركة «سيرفبرو» لامتيازات تنقية واستعادة الحرائق والمياه في الولايات المتحدة وكندا، إنهم لم يستطيعوا مواكبةَ المكالمات الواردة إليهم هذا الصيف، بينما يواصل المستهلكون التسابق إلى متاجر تحسين المنازل، والتي لم تكن مدرجةً من قبل في قوائم التسوق الخاصة بهم.

وقالت شركة «هوم ديبوت» في نيوجيرسي، الأسبوع الماضي، إن المضخات والخراطيم وآلات شفط الماء نفدت من مخازنها. وذلك كله يعود إلى تغير المناخ. ربما تكون هذه الصناعة أقل بريقاً مقارنةً بصناعة السيارات الكهربائية، لكن هذه التعديلات الهيكلية التدريجية هي خط الدفاع الأول ضد تهديد عالمي بالنسبة لصاحب المنزل العادي. من الصعب الحصول على بيانات تحدد حجم هذا السوق بدقة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الطبيعة المجزّأة للمساحة، والتي تشمل العديد من الشركات المصنّعة الصغيرة والمتخصصة والتجار ومقدّمي الخدمات المحليين وقليل من الشركات المتداولة علناً.

ولإعطاء فكرة عن شريحة واحدة فقط: تقدر شركة «جينيريك القابضة» لصناعة المولدات أن 5% فقط من المنازل الأميركية التي يقطنها مالكها تمتلك مولداً احتياطياً، وأن كل زيادة بنسبة 1% في اختراق السوق تُترجم إلى 2.5 مليار دولار. ولا عجب في أن شركة جينيريك هي أفضل سهم للصناعات أداءً لهذا العام في مؤشر ستاندارد آند بورز 500. وقالت شركة كوهلر للمولدات الحديثة إن الصناعة أظهرت نمواً مضاعفاً وسط موسم الأعاصير القياسي في العام الماضي، حيث كانت هناك 30 عاصفة معروفة، و11 عاصفةً وصلت لليابسة في 2020، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، تلاها نشاط فوق المتوسط لهذا العام.

وقد ساهمت جائحة «كوفيد-19» في زيادة هذا الطلب، حيث يستمر بعض الأميركيين في ممارسة العمل أو تلقي الدروس من المنزل، ويستعد آخرون على الأقل لاحتمال بدء الحجر الصحي وسط انتشار متغير دلتا. وتقول ميلانيا تيدرش، مديرة مبيعات المولدات السكنية في شركة كوهلر، بعد عمليات الإغلاق العام الماضي: «كان منزلك حقاً هو ملاذك». ولذا فإن أصحاب المنازل يستثمرون أموالهم في تدعيم منازلهم.

*كاتبة أميركية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»