يأتي اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الوزراء في «إكسبو 2020 دبي»، شروط منح الإقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة للأجنبي المتقاعد، تأكيدًا لحرص واهتمام قيادة الدولة الرشيدة بأن تبقي أواصر الودّ متينةً وراسخةً مع الذين أمضوا سنوات عمرهم في خدمة الدولة وأهلها ومؤسساتها، ووجدوا على أرضها مرتعاً حقيقيًّا لتحقيق أحلامهم، ومكانًا آمنًا ومستقرًا يعيشون فيه هم وأسرهم بسكينة ورفاه.

ويؤكد قول سموه: «نرحب بالجميع في بلدنا»، أن العالم بدأ يدرك ويلمس تحوّل دولة الإمارات إلى حضن يتسع للجميع، إذ توفّر لهم شروطًا ميسّرة ومزايا سهلة يحققون من خلالها آمالهم في العيش باستقرار وأمان، خصوصًا أولئك الذين لم يعودوا قادرين على العودة إلى أوطانهم، والعيش فيها كما كان عليه الأمر من قبل، أو حتى أولئك الذين لم يعودوا قادرين على فراق دولة الإمارات والتخلي عما تقدمه لهم من خدمات ذات جودة وكفاءة عاليتين، وما تمتلكه من تقدّم رائد في كل القطاعات الحيوية التي يكون فيها الإنسان على تماس دائم ومباشر معها، كقطاعات النقل والبنى التحتية والسياحة والبنوك وغيرها.

إن تعديل شروط وضوابط منح الإقامة للأجنبي المتقاعد في دولة الإمارات، سيعزز من موقعها كوطن ثانٍ للأفراد من الجنسيات والثقافات كافة، الأمر الذي تهيأ له هؤلاء منذ سبتمبر عام 2018، حين أقرت الحكومة نظامًا يسمح بمنح تأشيرة طويلة الأمد للمقيمين المتقاعدين، فوق سن الـ55. إضافة إلى التحديثات الثلاثة التي اعتمدتها الدولة خلال العام الجاري 2021، وتتعلق بتصاريح الإقامة وتأشيرات الدخول، وكان أهمها «تصريح إقامة العمل الافتراضي» و«تأشيرات السياحة متعددة الدخول»، وتمكين الطلبة الجامعيين من استقدام أسرهم للدولة متى توافرت لديهم القدرة المالية.

كما شهد المقيمون على أرض دولة الإمارات عمومًا، وفي أبوظبي على وجه التحديد، خلال الأزمة الصحية العالمية، المتمثلة بجائحة كورونا قرارات أثلجت صدورهم، خصوصًا أولئك العاملين في القطاع الطبي، ويتمثل آخرها بتوجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس «مكتب فخر الوطن»، حفظه الله، منح الإقامة الذهبية إلى أبطال الإنسانية والمتميزين من الكوادر العاملة في «خط الدفاع الأول» وأسرهم، تقديرًا لجهودهم الاستثنائية في حماية المجتمع، ولتوفير المزيد من الاستقرار الأسري والاجتماعي لكل من أسهم منهم بإخلاص وعمل دؤوب في تعزيز الصحة العامة للأفراد.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.