يبدو أن الإلهام بات علامة إماراتية بامتياز، وسِمةً شكّلت مع اسم هذه الدولة الفتيّة ثنائية لا تنفصم عراها، ولا تنفك روابطها، ذلك أنها تقدّم للعالم في كل يوم نماذج جديدة في كيفية أن يصرّ الإنسان على الإبداع ويتجاوز التحديات ويحولها إلى فرص تَعِد بكل ما هو أفضل وأكثر إشراقاً، ويمحو من قاموسه كلمة مستحيل ويخطّ مكانها تجلّيات تبهر القاصي والداني، وتجعل الجميع يرقب خطاها ويقيس اتجاهه على مؤشر بوصلتها.
ولا تكاد شمس يوم تشرق وتغيب دون سطر جديد تخطه دولة الإمارات في سِفر الحضارة الإنسانية، وكأنما قطعت هذه الأرض على نفسها عهداً بأن تظل دائماً معها على الموعد الذي لا تخلفه، تبث بشائر الأمل وتنثر بذور التفاؤل وتجمع البشر من كل الأطياف والألوان على قلب رجل واحد، وتؤكّد أن الإرادة والإصرار والجدّ والاجتهاد والطموح، هي الوصفات السحريّة التي يمكن للإنسان من خلالها أن يحقق ما يريد، وأن حبّ الحياة هي فطرة أودعها الخالق فيه يجب عليه أن يحسن استغلالها بألا يركن إلى الواقع، ولا يستسلم للظروف.
أحدث بشارات دولة الإمارات، هو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن قطاع الطيران العالمي يعود من جديد عبر دبي، ومن خلال «معرض دبي للطيران 2021»، الذي شكّل تظاهرة عالمية تعيد الألق لهذا القطاع الذي كان من بين أكثر القطاعات الاقتصادية تأثراً بتداعيات جائحة «كوفيد-19» والذي عانى بسببها خسائر كبيرة، انعكست على العاملين فيه وعلى حياة الناس وقدرتهم على التلاقي.
وبينما لا تزال معظم دول العالم من شرقه إلى غربه في تردد وحيرة فيما يتعلّق بتجاوز ما فرضته الجائحة، إذ تجد الكثير منها يفتح حدوده ومطاراته تارة ويغلقها تارة أخرى، تنير دولة الإمارات الضوء الذي يؤكد وصولنا إلى نهاية النفق، وتبثّ الطمأنينة في النفوس من خلال تجارب وفعاليات تديرها باقتدار ونجاح منقطع النظير، ووفق معادلة محسوبة بأعلى درجات الدقّة، تحافظ على التوازن بين الصحّة والسلامة، وبين عودة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية واستئناف الاتصال والتواصل بين الشعوب والأمم.
«إكسبو 2020 دبي»، و«معرض دبي للطيران 2021»، ومؤتمرات وأنشطة لا حصر لها، لا يكاد يُختَتم أحدها حتى ينطلق الآخر، تؤكد كلها أن دولة الإمارات تجاوزت السباق وتخطّت المنافسة، وباتت فعلاً صاحبة الرقم (1) بجدارة واستحقاق، لتخطّ للعالم معالم الطريق نحو المستقبل الذي يتطلّع إليه أصحاب الطموح. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية