توقفت شركة للسلع الرياضية عن بيع زوارق الكاياك في متاجرها في شمال فرنسا، حيث حاول عدد قياسي من المهاجرين القيام برحلة محفوفة بالمخاطر عبر القنال إلى بريطانيا. وقالت شركة التجزئة الفرنسية «ديكاتلون»، إن هذه القوارب «يمكن أن تُستخدم لعبور القناة»، وإن فروعها هناك ستستمر في بيع معدات السلامة مثل سترات النجاة. وجاءت هذه الخطوة بعد الإبلاغ عن فقد ثلاثة أشخاص الأسبوع الماضي، وتم إنقاذ اثنين آخرين من داخل المياه، حيث جرفت الأمواج زورقين بالقرب من مدينة كاليه الفرنسية الساحلية. وفي الأسبوع الماضي أيضاً، غامر 1185 شخصاً بعبور القناة، وهو رقم قياسي جديد وصفته وزارة الداخلية البريطانية بأنه «غير مقبول».

وتحول عبور المهاجرين، وكثير منهم يمنيون وعراقيون وأفغان وغيرهم ممن يلتمسون اللجوء، إلى نقطة خلاف بين باريس ولندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما تصاعدت التوترات بين البلدين بسبب الخلاف حول الوصول إلى مياه الصيد. وقبل خروجها من الاتحاد الأوروبي العام الماضي، نشرت بريطانيا طائرات عسكرية من دون طيار لمراقبة أي تحركات من جانب المتسللين المحتملين الذين يستقلون زوارق نجاة ويحاولون الدخول.

وعلى الجانب الآخر، قامت الشرطة الفرنسية بإخلاء المخيمات المؤقتة التي كان يعيش فيها مئات المهاجرين على الساحل الشمالي، بينما حث عمال الإغاثة السلطات على إيجاد بدائل سكنية. ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد المهاجرين وطالبي اللجوء عبروا عن طريق البحر هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ولقي عدد منهم حتفه.

بعض المهاجرين يريدون الوصول إلى بريطانيا للم شمل عائلاتهم، كما يقول عمال الإغاثة، وآخرون لأنهم يتحدثون الإنجليزية. في مضيق دوفر، يبلغ عرض القناة، وهي واحدة من أكثر ممرات الشحن التجاري ازدحاماً في العالم، حوالي 21 ميلاً، ويمكن أن تمثل خطورة على الأشخاص في القوارب الصغيرة الواهية، لا سيما عندما تهب الرياح العاتية. وقد أشارت شركة «ديكاتلون» إلى تلك المخاطر في قرارها.

وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية إنها أوقفت بيع قوارب الكاياك في بعض المتاجر في الطرف الشمالي لفرنسا، بما في ذلك مدينة كاليه. وما تزال المدينة نقطة تجمع للمهاجرين اليائسين بعد سنوات من قيام فرنسا بتفكيك مخيم «الغابة» المزري هناك، والذي كان رمزاً لأزمة اللاجئين في أوروبا.

وما تزال هذه القوارب، التي يبلغ سعرها أكثر من 200 دولار للقارب الواحد، معروضةً للبيع عبر «الإنترنت» وفي متاجر ديكالتون الأخرى الموجودة في عشرات البلدان. ولم ترد الشركة على طلبات للتعليق يوم الأربعاء. وذكرت صحيفة فرنسية إقليمية في وقت سابق أن الزيادة في عدد مرات العبور دفعت موظفي كاليه للتشكيك في مبيعات قوارب الكاياك، لأن «حياة الناس يمكن أن تكون معرضةً للخطر».


إلين فرانسيس*

* مراسلة «واشنطن بوست» في لندن 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»