رفعت شركة «بيونتك» توقعاتها لمبيعات لقاح فيروس «كوفيد-19» لهذا العام إلى ما يصل إلى 17 مليار يورو (19.7 مليار دولار)، لترفع تقديراتها مرة أخرى مع استمرار الوباء وطلب البلدان المزيدَ من اللقاحات. وقد وقّعت بيونتك وشريكتُها «فايزر» عقوداً لتقديم نحو 2.5 مليار جرعة من اللقاح هذا العام، وتتوقع الشركتان تصنيع ما يصل إلى 3 مليارات جرعة بحلول نهاية العام، بحسب ما ذكرت شركة ماينز الألمانية هذا الأسبوع.

وزودت المكاسب غير المتوقعة من اللقاح، وهو المنتَج الدوائي الأكثر مبيعاً على الإطلاق، شركة بيونتك بالأموال لتغطية تكاليف تجاربها في المستقبل. كما عززت من الضغط على التكنولوجيا الحيوية لإثبات أن نموها يمكن أن يستمر حتى مع تراجع إصابات «كوفيد-19» في السنوات القادمة.
وكانت أسهم بيونتك قد انخفضت بنسبة 5.2% في التداول الأميركي، وتراجعت بنحو 50% مقارنةً بأعلى مستوياتها في يوم 9 أغسطس الماضي، حيث أعلنت شركة فايزر وعملاق الأدوية الأميركي «ميرك آند كو» عن إنتاجهما حبوباً لعلاج كوفيد-19. وحذرت شركة تصنيع اللقاحات المنافسة مودرنا من أنها لن تحقق أهداف التسليم لهذا العام.
لا تعد اللقاحات ضد الفيروس التاجي مجرد محرك قوي لنمو شركة بيونتك وحدها، فهي تلعب دوراً مشابهاً بالنسبة لشريكتها فايزر، على الرغم من حجم الشركة الأكبر. وقد توقعت شركة الأدوية الأميركية الأسبوع الماضي أن يحقق اللقاح مبيعات بقيمة 36 مليار دولار لهذا العام، بزيادة 2.5 مليار دولار عن التوقعات السابقة.
تتقاسم فايزر وبيونتك الأرباح مناصفةً خارج الصين، حيث إن بيونتك لديها شراكة مع شركة «فوسون فارما». ويعتمد استمرار تدفق المبيعات هذا جزئياً على عدد المرات التي يحتاج فيها لقاح كوفيد-19 إلى التكرار. فالبلدان التي لديها الكثير من إمدادات اللقاح، مثل الولايات المتحدة، تقدم بشكل متزايد جرعةً معزِّزةً للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل.
وقال أوجور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك، وستيفان بانسل، الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا، خلال مؤتمر يوم الثلاثاء الماضي في برلين، إنه من غير الواضح ما إذا كانت جرعة معززة واحدةً تكفي، أم أنه ستكون هناك حاجة إلى المزيد. وأوضح شاهين: «لن تتم الإجابة على السؤال هذا العام، لكنني متأكد أننا سنعرفها العام المقبل، في أبريل أو مايو». وأضاف أن الحاجة إلى الجرعات المعززة ستعتمد جزئياً على متغيرات الفيروس التي تتطور.
ومن جانبه، قال بانسل: إن موعد الجرعة المعززة للشخص قد تعتمد على عمره وظروفه الصحية. وأضاف أن هناك حاجة إلى «اتِّباع البيانات ورأي العلم».
وفي غضون ذلك، تعمل شركة بيونتك على اختبار عقاقيرها التجريبية لمرض السرطان على المرضى بهدف طرح المزيد من المنتجات في السوق. وتمتلك الشركة أربعة برامج في مرحلة التجارب السريرية المتوسطة لعلاج الأورام، بما في ذلك برنامج لمرضى سرطان القولون والمستقيم المعرَّضين لمخاطر عالية، بحسب ما ذكر شاهين. وقال إنه سيعلن عن بيانات سريرية إيجابية من ستة برامج للأورام في مؤتمر قادم، والتي ستُظهر «ملامح أمان مواتية واستجابات مناعية قوية».
وكانت شركة بيونتك قد توقعت في وقت سابق إيرادات بقيمة 15.9 مليار دولار هذا العام بعد تسليم 2.2 مليار جرعة من منتجها الوحيد الذي يتم تسويقه. وقالت إن إنتاج الجرعات قد يرتفع بمقدار الثلث ليصل إلى 4 مليارات جرعة هذا العام.

 

تيم لوه وناعومي كريسيج 
 صحفيان متخصصان في الرعاية الصحية وصناعة الأدوية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»