أبلغت إدارة بايدن الكونجرس أنها تعتزم شطب حركة التمرد الكولومبية السابقة (فارك) من قائمة المنظمات الإرهابية، بعد اتفاق سلام وقعته المجموعة قبل خمس سنوات مع الحكومة الكولومبية.
وستصدر المسميات الجديدة لواحدة على الأقل من الجماعات المنشقة التي انفصلت عن «فارك»، والتي ما زالت تعتبر نفسها في حالة حرب مع الحكومة. وتخطط الإدارة أيضاً للإبقاء على لوائح الاتهام الأميركية الحالية ضد الأعضاء الأفراد، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات، وفقاً لأشخاص مطلعين على القرار.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، «نيد برايس»، يوم الثلاثاء اتفاق السلام بأنه «نقطة تحول أساسية» في الصراع المستمر منذ عقود بين الحكومات الكولومبية المتعاقبة وحركة فارك.
عملية السلام كانت «موضوعاً أساسياً» تمت مناقشته مع حكومة الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، خلال زيارة قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكين إلى بوجوتا الشهر الماضي. وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة السابق، خوان مانويل سانتوس، الحائز على جائزة نوبل للسلام بسبب تفاوضه على الصفقة، هو الذي اقترح شطب فارك من قائمة المنظمات الإرهابية، إلا أن «دوكي»، المحافظ، لم يشجع الفكرة. وبدلاً من ذلك، انتقد بشدة الاتفاقية، التي يقول الكثيرون إنها كانت سخية للغاية بالنسبة للمقاتلين الذين ارتكبوا فظائع خلال الصراع.
ونص الاتفاق، من بين أمور أخرى، على تسريح مقاتلي حرب العصابات وتسليم الأسلحة، والعفو عن أولئك الذين لم يرتكبوا جرائم ضد الإنسانية أو جرائم خطيرة أخرى، واعترفوا بأنشطتهم واعتذروا للضحايا. وقد وعد مقاتلو حرب العصابات السابقون بالمساعدة في إعادة الاندماج ووافقوا على إنشاء حزب سياسي جديد، مع الحصول على مقاعد مضمونة في كونجرس البلاد.
ولكن بسبب تصنيف «فارك» كمنظمة إرهابية أجنبية، مُنع المسؤولون الأميركيون من تمويل البرامج التي تهدف إلى تعزيز أي اتفاقيات يشارك فيها مقاتلون سابقون أو يستفيدون منها.
تستمر العقوبات الأميركية في خلق حواجز تحول دون إعادة اندماج أعضاء «فارك» السابقين بالكامل، وفي بعض الحالات منعت المسؤولين الأميركيين حتى من التحدث إليهم.
وقد حث بعض المشرعين والنشطاء والمنظمات غير الحكومية والمدنية في الولايات المتحدة الإدارة على رفع القيود. وحث تقرير صدر، بتكليف من الكونجرس عن لجنة سياسة المخدرات في نصف الكرة الغربي في ديسمبر الماضي الولايات المتحدة، على «تسهيل المساعدة للمتمردين المسرحين في مناطق ما بعد الصراع».
وقال بلينكين خلال زيارته إلى بوجوتا: «إن الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بالعمل مع كولومبيا بشأن تنفيذ اتفاقات السلام».
من جانبه، احتفل بابلو كاتاتومبو، القائد السابق في «فارك»، والذي وقع الاتفاقيات وهو الآن عضو في مجلس الشيوخ في الكونجرس الكولومبي من حزب «فارك كومونز» السابق، بالنبأ يوم الثلاثاء الماضي كخطوة إيجابية أكدت التزام الولايات المتحدة.
وقال: «إنها ستولد الثقة في المقاتلين السابقين الذين وقعوا اتفاقية السلام لأنها تصادق على التزام المجتمع الدولي باتفاقية السلام». وأضاف أنه يأمل في أن تتخذ الولايات المتحدة الخطوات التالية لرفع أسماء أعضاء «فارك» المُسرّحين من قائمة «الرعايا المحددين بشكل خاص»، الأشخاص المرتبطين بالإرهاب أو تهريب المخدرات أو الدول التي استهدفتها وزارة الخزانة الأميركية بعقوبات.
وقال كاتاتومبو: «لقد نفذنا عملية السلام والتزمنا بها ونحن نؤيد السلام في كولومبيا».
جيرمان بالانتا هو مدير تقني لمجموعة «Humanicemos DH» (هيومان ايسيموس دي اتش)، وهي مجموعة تدعي أنها أول منظمة لإزالة الألغام في العالم تتألف من مقاتلين سابقين بعد عملية السلام. وقال إن شطب أسماء أعضاء «فارك» من القائمة يمكن أن يساعد في إعادة دمج أعضاء «فارك» السابقين مثله «مما يحاولون بطريقة ما إعادة دخول المجتمع، بينما يقدمون أيضاً هذه الخدمات للأشخاص الذين عانوا من الكثير من عواقب الحرب».
وبينما قال قادة سابقون في «فارك» إن ما يصل إلى 90% من الجماعة المتمردة، التي كان يقدر عدد أفرادها في السابق بنحو 20 ألف مقاتل، قد تم تسريحهم، إلا أن المقاتلين المنشقين عنها ما زالوا قائمين.
ومن أهم هذه الجماعات مجموعة تطلق على نفسها «سيجوندا ماركيتاليا»، على اسم بلدة تقع غرب بوجوتا، والتي أعلنتها فارك باعتبارها الموقع التأسيسي لها قبل أكثر من 50 عاماً.
من المتوقع أن تحدد إجراءات وزارة الخارجية الأميركية مجموعة «سيجوندا ماركيتاليا»، وربما جماعة مسلحة أخرى على الأقل كمنظمات إرهابية، بينما سترفع الحظر المفروض على «كومونز»، المنظمة الجديدة لجماعة «فارك» السابقة.

كارين دييونج

مراسلة لشؤون الأمن القومي لدى صحيفة واشنطن بوست

سامانتا شميدت
مدير مكتب واشنطن بوست في بوجوتا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»