التحالف العربي في اليمن هو الذي يخوض الحرب هناك دعماً للشعب اليمني والدولة اليمنية ضد المشروع الطائفي التوسعي، الذي تدعمه دولة إقليمية وتطبقه على الأرض «ميليشيات الحوثي»، وقد أثبتت «ألوية العمالقة» مجموعة من الحقائق بانتصاراتها المجيدة في شبوة ومأرب والبيضاء.

في زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدولة الإمارات قبل شهر، وفي حديث تاريخي مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قال الشيخ محمد بن زايد: «العلاقات تقوى عند الشدائد...ترى عندكم أهل وإخوان...وأجاب الأمير محمد بن سلمان:«في أي وقت شدة ما شفنا إلا رجال، شفنا ناس قول وفعل، فعلاً يعون أن المصير مصير واحد، وهذا اللي قائم بيننا من يوم عرف التاريخ». الفريق أول ركن مطلق الأزيمع قائد التحالف والقوات المشتركة في اجتماع يوم السبت الماضي ثمّن«موقف الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة (إمارات الفزعة) من خلال ما تقدمه من تضحيات بطولية، مشاركة بذلك شقيقتها المملكة العربية السعودية».

التحالف السعودي الإماراتي أنقذ مصر والبحرين ودعم استقرار الدولة عربياً وواجه المشاريع المعادية في المنطقة وأفشلها وأفشل استراتيجياتها ومخططاتها وهو قاد ويقود«التحالف العربي» لإنقاذ اليمن، وهذان تصريحان مهمان لتأكيد المؤكد وتثبيت الثابت ويجب استحضارهما لكشف حملات الإرجاف المستعرة، والمدعومة إقليمياً وأيديولوجياً لضرب هذا التحالف المظفر وكشف المستور عن طروحات بعض الساعين بجدٍ لضرب العلاقات السعودية الإماراتية وهم أقل من ذلك، ولكن الغرض هنا هو التنبيه. انتصارات «ألوية العمالقة» المذهلة تثير أسئلة ملحةً لا يمكن تجاهلها، فلماذا نجحت هذه الألوية في أيامٍ أو أسابيع فيما فشل فيه غيرها عبر سنواتٍ؟ ما هي الاختلافات التي دفعتها لهذه الانتصارات؟ وما هي الأفكار والمبادئ التي تحركها؟

لقد نجحت دولة الإمارات في دعم «ألوية العمالقة» والرهان على وطنيتها وعروبتها وولائها المطلق لليمن، وقامت بتدريبها وتسليحها والتخطيط لها، وقد كانت «العقيدة القتالية» لدى «ألوية العمالقة» واضحةً جليةً لا تحتاج لنقاشٍ ولا تدخل في مساومةٍ، وهي لم تتلوث بأيديولوجيا الإسلام السياسي«وجماعاته وتنظيماته، ولم تدخل في أي فسادٍ عريضٍ سياسيٍ أو ماليٍ، وليس لديها أي انتماءات إقليمية وأيديولوجية عابرة للحدود ومعادية للعرب.

تاريخ «ألوية العمالقة» يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنهم يعرفون عدوهم جيداً ولهم مع «ميليشيات الحوثي» تاريخٌ وأحداثٌ ومواجهاتٌ، على مستويات متعددة، منها مستوى الخطاب ومستوى الفكر ومستوى العمليات العسكرية، والمتتبع للمقاطع المصورة القادمة من أرض المعركة يسمع عباراتهم وهي تعبر بجلاء عن نبل غايتهم ووضوح هدفهم ونقاء حربهم.

«ألوية العمالقة» تكسب المعارك ضد «ميليشيات الحوثي» دائماً، وفي أزمنةٍ قياسيةٍ، حدث هذا من قبل في تحرير الساحل الغربي وصولاً إلى الحديدة بعد انتقالهم من الجنوب إلى الغرب، وهو ما يحدث اليوم بعد انتقالهم من الساحل الغربي إلى «شبوة» و«مأرب» و«البيضاء» ويمكن للمتابع تصوّر كيف يمكن أن يكون مصير «تعزّ» أو«صعدة» نفسها فيما لو توجهت لها «ألوية العمالقة».

«الفاشلون» و«الفاسدون» لا ينتصرون، وأصحاب الأجندات الخارجية لا يحسنون سوى التحايل والتآمر، وإنْ ضد دولتهم وشعبهم والتاريخ شاهدٌ والأمثلة وافرةٌ، ورهان السعودية والإمارات منذ بدء«عاصفة الحزم وإعادة الأمل» كان دائماً على الشعب اليمني وأبنائه البررة ومقاتليه الشجعان. أخيراً، فالتاريخ يعلمنا أن الحروب تغطي كثيراً من الأخطاء والتقصير، بل والخطايا، ولكنه يعلمنا -أيضاً- أن الانتصار في الحروب يكشف المستور ويعرّي المواقف ويبرز مواقف الشخصيات والتيارات، إيجابية كانت أم سلبيةً، وهو ما سيجري في اليمن بعدما ينتصر الشعب اليمني ويقضي على«ميليشيات الحوثي» التي اختطفته واختطفت دولته.

* كاتب سعودي