أحياناً، قد تتفوق الخضراوات المشوية والمكرملة على الهامبرجر، خاصة عند إضافة العمل المناخي إلى القائمة. هذا، على الأقل، ما خلص إليه الباحثون في «معهد الموارد العالمية» في دراسة صدرت حديثاً وتستكشف كيف تؤثر الرسائل المختلفة حول الاحتباس الحراري على ما يطلبه الناس من أطعمة.

كان الباحثون مهتمين بشكل خاص بما - وما إذا - قد تدفع الصياغة الموجودة في القائمة الذين يتناولون الطعام نحو الخيارات النباتية، والتي لها بصمة كربونية أقل من البروتينات الحيوانية. ما وجدوه هو أن الرسائل المناخية لا تعمل فقط لتشجيع الخيارات النباتية، ولكن بعض العبارات جعلت رواد المطعم أكثر عرضة بمرتين لاختيار الخضار. تضيف هذه النتيجة إلى مجموعة متزايدة من الأبحاث، ليس فقط حول تأثير خياراتنا الغذائية، ولكن أيضاً حول كيفية استلهام التغييرات السلوكية الصديقة للمناخ.

ومرة أخرى، كما يقول الباحثون، يبدو أن استغلال رغبة الناس في فعل الخير هو الطريقة الأكثر فاعلية لتحفيز العمل. تقول إدوينا هيوز، رئيسة قسم «التعهد بتقديم طعام جيد» في معهد الموارد العالمية: «ما وجدناه هو أنه من المقنع رؤية رسالة صديقة للمناخ عندما تختار ما تأكله من قائمة الطعام».

لكن اللغة يجب أن تكون شاملة، كما تقول، مع عدم السماح بالخجل من تناول البرجر. وتضيف: «يتعلق الأمر باختيار الأشخاص وشعورهم بالمشاركة والنشاط. لقد رأينا أن اللغة والمصطلحات والتأطير الذي يُنَفّر آكلي اللحوم يمكن أن يكون غير مفيد حقاً». ترتبط النتائج بمجموعة متنامية من الأبحاث التي تعمل، من نواح كثيرة، على تغيير الطريقة التي يتحدث بها الناشطون والباحثون عن تغير المناخ.

ولم يعد الأمر يتطرق إلى الحجج حول ما إذا كان تغير المناخ موجوداً، أو حول مدى المعاملة الوحشية التي سيجدها العالم بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة موجات الحرارة، والعواصف القوية الجديدة.

ما هو أكثر فاعلية، كما تقول مجموعة متزايدة من العلماء والنشطاء، هو المحادثات المناخية التي ترتكز على التمكين والأمل والانتماء. «كيف نتحدث عن الخيارات المتاحة للناس والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مدى استعدادهم للاستفادة من هذه الخيارات»، بحسب ما يقول«إد مايباخ»، الذي يدير مركز جامعة جورج ميسون للتواصل بشأن تغير المناخ.

ويضيف: «باختصار، انتقاء الكلمات مهم للغاية». في هذه الدراسة الجديدة التي أجراها «معهد الموارد العالمية»، كانت الرسالة المناخية الأكثر فاعلية عبارة عن بيان يخبر رواد المطعم أنه يمكن أن يكون لهم تأثير كبير من خلال اتخاذ إجراء صغير، وعلى وجه الخصوص، فإن «استبدال طبق لحم واحد بطبق نباتي يوفر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تعادل الطاقة المستخدمة لشحن هاتفك لمدة عامين». والرسالة الناجحة الأخرى هي أن: «90% من الأميركيين يقللون من تناول اللحوم. كل ما عليه هو أن تنضم إلى هذه الحركة المتنامية وتختار الأطباق النباتية التي لها تأثير أقل على المناخ وأكثر لطفاً على كوكب الأرض».

يقول الدكتور مايباخ إنه يطلق على هذا النوع من الرسائل في دراسة قائمة معهد الموارد العالمية «طعام الأفيال - لأنه يجذب مشاعرنا وإحساسنا بأنفسنا، وبالتالي يجذبنا». وقال إن الكلمات الأخرى يمكن أن تكون «طارد الأفيال». وجد الباحثون أن تصنيف العناصر على أنها «نباتية» يميل إلى دفع رواد المطعم نحو اللحوم، على سبيل المثال. وقد وجدت دراسات أخرى أن أوصاف مثل «المطبوخ ببطء» و«المطبوخ على نار هادئة» و«الطعام المكرمل» تجعل النباتات تبدو ألذ طعماً - كما هو الحال بالنسبة لفئة «النباتات التي نمت في الحقل» بدلاً من «الخالية من اللحوم».

تصف السيدة هيوز هذا بأنه يشبه صنع «خيمة كبيرة» للعمل المناخي، مما يسمح للأشخاص ممن لهم خلفيات ووجهات نظر مختلفة - بما في ذلك محبو تناول اللحوم - بالشعور بأنهم جزء من شيء مهم. هذا جزء من الخيارات الغذائية المحتملة المتعلقة بالمناخ، كما يقول توبي بارك، المستشار الرئيسي ورئيس الطاقة والبيئة والاستدامة في مجموعة سياسات فريق الرؤى السلوكية ومقرها المملكة المتحدة، ومؤلف كتاب «قائمة طعام للتغيير»، والذي يعد تقريراً مفصلاً لعام 2020 حول لماذا وكيف يتخذ الناس خياراتهم بشأن الطعام. هناك علامات ثقافية وشخصية معقدة تتعلق بما نأكله - انظر فقط إلى رد الفعل الذي يتسم بالذعر على الشائعات الكاذبة التي تزعم أن الرئيس جو بايدن سيقيد تناول الأميركيين للهامبرجر.

لكن الناس قادرون أيضاً على إجراء تغييرات بسيطة. يقول بارك: «ربما يكون كونك مواطناً واعياً بالبيئة أمراً مرهقاً، حيث سنشعر بالقلق بشأن البلاستيك الذي نستخدمه، وكم الطاقة التي نستخدمها في المنزل، وما هي السيارة التي نقودها (أو كيف نتخلى عن سيارتنا تماماً)، وأن نقلل من السفر جواً، والآن ما نأكله أيضاً. ولكن إذا كنت ستركز على شيء واحد فقط، فسيكون الطعام مرشحاً جيداً للغاية». ذلك لأن استهلاك الغذاء يشكل حوالي ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في معظم البلدان المتقدمة، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «نيتشر فود» أن نظام إنتاج الغذاء بأكمله، بما في ذلك الآلات الزراعية ونقل الأغذية والمتغيرات الأخرى، يمثل حوالي 35% من انبعاثات العالم - ومعظمها يأتي من إنتاج اللحوم. يقول أتول جين، عالم المناخ في جامعة إلينوي أوربانا شامبين الذي شارك في كتابة هذه الدراسة، إن باحثيه وجدوا أن إنتاج اللحوم كان مسؤولاً عن 57% من الانبعاثات الزراعية، مقارنة بـ 29% من الأطعمة النباتية. (النسبة المتبقية 14% من المنتجات الزراعية التي لا نأكلها، مثل القطن والتبغ). ومع ذلك، لا يصر الدكتور جين على أن يغير الناس نظامهم الغذائي.

ستيفاني هانس*

صحفية متخصصة في البيئة والتغير المناخي.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»