تلقى هذا الوطن الطاهر نبأ وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، كواحد من أكثر الأحداث إيلاماً وقسوةً على قلوب شعب دولة الإمارات العربية المتحدة وسكانها، من مواطنين ومقيمين، بعد وفاة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 2004، وها نحن نقول بقلوب راضية بقضاء الله تعالى: «عظم الله أجركَ يا وطن».
لقد سطّر «فقيد القلوب» الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الرئيس الثاني لدولة الإمارات العربية المتحدة خلفاً لوالده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والحاكم السادس عشر لإمارة أبوظبي، خلال فترة حكمه التي امتدت نحو ثمانية عشر عاماً، أبهى المواقف الإنسانية في البذل والعطاء، ولم يدخر أي جهد في خدمة أبناء شعب الإمارات وفي النهوض بالوطن والسعي لإنمائه. 
كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، خليفةً بحق، فقد ورث من الأب المؤسس الشيخ زايد الحكمةَ وحبَّ البذل والعطاء وبناء الأوطان بإرادة مطوقة باحترام الإنسان وصون كرامته، والكفاءةَ في استثمار الطاقات الوطنية، وتطويرَ البنى التحتية، ودعمَ قضايا المرأة، وتنظيمَ مختلف الحملات والمبادرات الدافعة بالأعمال الإنسانية. 
واليوم ينعاه شعبه والعالَم وكل مَن عرفه وتأثَّر بمسيرة إنجازاته المحكمة الإرادة والقوية العزيمة، استلهاماً من الأب الباني ووفاءً له، والذي كان على الإنسان والإنسانية حانياً كحنو السنابل المليئة بالحب والخير والمشبعة بمعاني البذل والسخاء.. إذ رأينا جميعاً «خليفة المحبة» و«خليفة العطاء» و«خليفة النهضة» و«خليفة الوفاء».. في كل ركن آمن مزدهر في هذا البلد الطيب. 
لذلك يقول في نعيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله: «إنا لله وإنا إليه راجعون. فقدت الإمارات ابنها البار وقائد (مرحلة التمكين) وأمين رحلتها المباركة... مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زاوية من زوايا الوطن.. خليفة بن زايد، أخي وعضيدي ومعلمي. رحمك الله بواسع رحمته وأدخلك في رضوانه وجنانه».
ونقول لكافة شيوخ الإمارات الحبيبة، ولسمو «بو خالد» الوفي، أنْ عظَّم الله أجركم وأنزل سكينته على فؤادكم، سائلين المولى عزّ وجل أن يتغمد فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد برحمته، وأن يربط على قلوبنا جميعاً في هذا المصاب الجلل، وأن يعين شيوخنا الكرام على إكمال رسالة الوالد المؤسس السامية التي كرس المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، عمرَه كلَّه في تحقيقها وإيصالها لتبصر النور في العالَم قاطبةً.
وفي هذا المقام، نبتهل إلى الله عز وجل أن يسدد خطى شيوخ الإمارات، ويَهب للراحلين بقدر دعاء الصالحين للأموات نعيماً ورضواناً وسروراً. فاللهم إنا نشهد بأنهم أدوا الأمانة، وأصلحوا بإدارتهم، وأحسنوا لشعبهم ووطنهم، فاجعلهم في جنات النعيم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة