عظم المصاب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا «إنا لله وإنا إليه راجعون». فقد وطننا أباه مرة أخرى بوفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتجددت يوم الجمعة 13 من مايو أحزاننا، نحن أبناء زايد الخير وأبناء خليفة الكرم، بعد ثمانية عشر عاماً على رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كان خلالها الشيخ خليفة خير خلف لخير سلف، ظل معه الكرم والجود عنواناً لدولة الإمارات. وتواصلت معه الإنجازات والمبادرات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات في مشارق الأرض ومغاربها. 

رحل الشيخ خليفة بن زايد وفقدت الأمتان العربية والإسلامية برحيله رائداً للإنسانية والعمل الخيري، وفقد العالم قائداً معطاءً لطالما استجاب بعطائه لحالات الطوارئ والأزمات الإنسانية أينما كانت.
على خطى الوالد المؤسس تسلم المغفور له الشيخ خليفة الراية في 4 نوفمبر 2004 وسار على نهج الكرم والجود حتى يوم وفاته رحمه الله، حيث تواصل العطاء الإماراتي كإرث إنساني خالد. وعبر خمسين عاماً على المسيرة الاتحادية أصبح العطاء والكرم سمة وإرثاً إنسانياً رسخت دعائمه كسياسة رسمية لدولة الإمارات، من خلال أطر تشريعية ومبادرات تنفيذية أصبحت معها دولة الإمارات عاصمة للعمل الإنساني.
فمنذ مرحلة التأسيس وحتى مرحلة التمكين وعلى خطى الوالد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، تأسس تاريخ من الخير والعمل الإنساني العابر للحدود المتجاوز للأديان والثقافات، فتعززت في المجتمع الإماراتي بدعم من المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ خليفة قيم وثقافة الخير في المجتمع. وظهرت مئات المبادرات الإنسانية والخيرية بمساهمات حكومية وخاصة تكاملت خلالها وتوحدت جهود الأفراد بالتبرعات المالية والعينية، وتعززت من خلالها ثقافة المسؤولية المجتمعية لدى الأفراد والقطاع الخاص. فساهم الأفراد من مواطنين ومقيمين بساعات العمل التطوعي، وساهمت الشركات بالأموال والخدمات خدمة للقضايا الإنسانية والمجتمعية داخل دولة الإمارات وخارجها.
لقد أصبحت دولة الإمارات، وعبر عقود من العمل الإنساني المؤسَس واحةً للعمل الإنساني والخيري، وامتدت أيادي مؤسساتها الخيرية والإنسانية البيضاء إلى جانب المساعدات الحكومية الرسمية، إلى كل محتاج وملهوف عبر الكرة الأرضية. فوصلت مساعدات مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية كإحدى أكبر الجهات المانحة للمساعدات الخارجية في دولة الإمارات لأكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم، وأثمرت سياسة الإمارات في العمل الخيري والإنساني في إنجازات أبهرت العالم، في واحدة من أحلك المراحل في تاريخ البشرية، ومن خلال استجابة دولة الإمارات لاختبار جائحة فيروس كورونا تأكدت وتعززت ريادة الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم، من خلال المبادرات الإنسانية الرائدة ومن خلال أيادي السخاء والكرم في الإمارات التي امتدت إلى كل بقعة على اتساع القارات، وضمدت جراح المرضى بالدعم الصحي العاجل، وخففت من وطأة انعكاسات الجائحة الاقتصادية على الأسر المحتاجة والدول الفقيرة والمحتاجة، والتي تقف اليوم خير دليل وشاهد على عطاء وكرم إماراتي أصيل. 
سيبقى الشيخ خليفة في ذاكرة العالم رجل الكرام والشهامة، وستبقى دولة الإمارات رغم الرحيل منارة للخير والعطاء الإنساني.
عظم الله أجرك يا وطني. 

كاتبة إماراتية