ودَّع شعبُ دولة الإمارات العربية المتحدة قائدَ مرحلة التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (بو سلطان)، رحمه الله، والذي انتقل إلى جوار ربه يومَ الجمعة الثالث عشر من شهر مايو الجاري، مُختتماً مسيرةً بدأت منذ أن كان ممثلاً لحاكم إمارة أبوظبي بالمنطقة الشرقية عام 1966، ثم ولياً للعهد في عام 1969، ليتولى رئاسة أول مجلس وزراء محلي لإمارة أبوظبي في عام 1971، فنائباً لرئيس مجلس الوزراء الاتحادي في عام 1974، ثم نائبَ القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1976. وفي عام 2004 خلف الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكماً لإمارة أبوظبي. 
وخلال تلك المسيرة الوطنية الحافلة، شهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، فترةَ انطلاق تطوير إمارة أبوظبي، ثم بناء وتطوير دولة الإمارات العربية المتحدة في كافة المجالات، في ظل رؤية وقيادة وحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. 
لذا لم يكن من المستغرب أن يُطلق على مرحلة قيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، اسمَ مرحلة التمكين، إذ شهدت في مستهلها تدشين خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان الاستقرار والرخاء للمواطنين. كما ركز، رحمه الله، على تنويع القاعدة الاقتصادية لدولة الإمارات، وذلك من خلال قيادته لخطط تطوير قطاعي النفط والغاز والصناعات التحويلية التي ساهمت بنجاح كبير في تنوع مصادر الدخل القومي للدولة. وفي المجال الاجتماعي، حرص الشيخ خليفة على تلمس احتياجات المواطنين في كافة أنحاء الدولة، وذلك بصورة شخصية مباشرة عبر قيامه بجولات واسعة في جميع المناطق للوقوف على أوضاع واحتياجات الناس، حيث أصدر توجيهاتِه بإطلاق العديد من المشاريع في مجالات الإسكان وتشييد الطرق والتعليم والخدمات الاجتماعية.
وعلى الجانب السياسي، أطلق المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، مبادرتَه الوطنيةَ الخالدةَ، والأولى من نوعها، لتطوير السلطة التشريعية، وذلك من خلال تعديل آلية اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، عبر الجمع بين الانتخاب والتعيين، مما يتيح اختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي بالاستناد إلى انتخابات مباشرة من شعب دولة الإمارات. ولم تقتصر رؤية المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، على ما يجب أن تكون عليه دولة الإمارات من سعادة واستقرار ورخاء، بل كذلك امتدت أياديه البيضاء إلى كافة أنحاء المعمورة لتطلق البرامج والمشاريع في مجالات الإسكان والتعليم والخدمات الاجتماعية.. لذا لم يكن مستغرباً الإعلانُ في مشارق الأرض ومغاربها عن الحداد على وفاته رحمه الله تعالى.
وإذ نقول «وداعاً بو سلطان»، فستظل في قلوبنا، وستبقى بصماتك خالدةً في سجل إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة، معلنين السمع والطاعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (بو خالد) رئيس الدولة، حفظه الله، والذي أخذ على عاتقه أمانةَ قيادة الوطن وشعبه، لتتواصل مسيرة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، في تكاتف وتعاضد تامين بإذن الله تعالى.

باحث إماراتي