جاء الانتقال السلس للسلطة في دولة الإمارات، وانتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات، ليؤكد الانسجام الكبير بين القيادة الإماراتية، والتلاحم بين القيادة والشعب الإماراتي، وأن المسيرة الإماراتية مستمرة، فلقد انتقلت الراية من القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إلى قائد التمكين خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وصولاً إلى عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الشخصية المؤثرة المحورية على الصعيدين الإقليمي والدولي. 
استطاعت الإمارات أن تكسب سمعة ومكانة كبيرة في مرحلة التأسيس، وفي مرحلة التمكين تحققت إنجازات استثنائية في العديد من المجالات لتتصدر مؤشرات التنافس العالمية، وأصبحت مركزاً اقتصادياً في المنطقة والعالم. وعلى الصعيد الإنساني وصلت أيادي الخير الإماراتية إلى جميع أنحاء العالم في أشد الأوقات صعوبة. وعلى صعيد السياسة الخارجية تمكنت الإمارات من احتواء العديد من النزاعات السياسية، وفق مبادئ التسامح والتعايش التي تتبناها السياسة الإماراتية، ومع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تنتقل الإمارات إلى مرحلة جديدة من الريادة والتنمية والازدهار.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اكتسب محبة شعبه والمقيمين في الإمارات وأيضاً يحظى باحترام وتقدير الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية، ونال إعجاب وتقدير قيادات وشعوب دول العالم، بفضل شخصيته القيادية الملهمة التي استطاعت نقل الإمارات إلى مركز الثقل السياسي والاقتصادي في صناعة القرارات الدولية، بالإضافة إلى الصفات الإنسانية التي جاءت عبر إسهامات الإمارات الإنسانية للعالم بأسره من دون تمييز، وكان آخرها الجهود السخية في مواجهة جائحة كوفيد-19.
ثرية هي مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقصص التعاون والتضامن مع الدول الخليجية والعربية والدول الصديقة، ولم يتوان سموه في مواجهة كافة الأخطار والتحديات التي مرت بها المنطقة، وفي مقدمتها محاربة ميليشيات الإرهاب والتطرف، لأن الأمن والاستقرار يساهمان في تعزيز التنمية، ولدى سموه من الخصال الفريدة التي جعلت منه أحد أبرز القادة عالمياً، فهو قائد عسكري استطاع تطوير القوات المسلحة الإماراتية لتصبح من الأبرز عربياً وإقليمياً، كما يملك نظرة اقتصادية طويلة المدى تمكن من خلالها من تنويع مصادر دخل الاقتصاد الوطني الإماراتي، كما قاد ملف السلام في المنطقة إيماناً من سموه بأن شعوب العالم لن تستطيع العيش بأمان واستقرار ورفاهية دون تحقيق السلام، الذي لن يأتي إلا عبر الحوار والتعايش الذي سيحقن الدماء، ويحافظ على الإنسان ويصون كرامته.
كإعلامية وصحفية بحرينية، أود أن أعبر عن محبة وتقدير الشعب البحريني لكل مواقف دولة الإمارات، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، ومواقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد حين كان ولياً لعهد أبوظبي إلى أن تولى رئاسة دولة الإمارات. ومواقف الإمارات تجاه البحرين تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وهذا ما نلحظه عند المرور بـ«مدينة زايد» في بلدي البحرين، وصولاً إلى «الفزعة» الإماراتية عام 2011 إبان محاولة اختطاف البحرين من قبل انقلابيين مدعومين من قوى خارجية، وكنت حينها أشاهد العسكري الإماراتي يحمي منشآت بلادي ويقف جنباً إلى جنب مع العسكري البحريني، للحفاظ على أمن كل مواطن ومقيم، وهي لحظات لن ننساها كبحرينيين، وهي مواقف كانت نابعة من رؤى وثوابت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

إعلامية وكاتبة بحرينية