الإقبال الكبير والتزاحم العالمي على مشاركة الإمارات حزنها على فقيدها الكبير المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ومواساتها والتخفيف من مصابها، الذي لم تتخلّف عنه أي دولة، سواء بحضور زعمائها أو اتصالاتهم أو إرسالهم الوفود والرسائل، كان دليلًا ساطعًا على ما تحظى به دولة الإمارات من احترام وتقدير على المستوى العالمي.

ولم تختلف مناسبة انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيسًا للدولة، في حجم التفاعل معها، إذ تبارت دول العالم بقياداتها ومسؤوليها على اختلاف مستوياتهم، فضلًا عن وسائل إعلامها المختلفة، في التعبير عن التفاؤل الكبير بتولّي سموّه دفة القيادة في الإمارات وبالمستقبل المشرق الذي ينتظرها في ظلّ قيادته، وهو الذي عُرف عنه طموحه الذي لا حدود له، وتمسّكه الدائم بالمبادئ التي تعزّز التعاون والتكامل والتواصل والتآخي بين شعوب العالم وأممه.

كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيّب الله ثراه، خير سلف، وهذا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، نِعم الخلف، فهما فرعان من نهر زايد الذي فاض بالجود وما زالت مآثره شاهدة على أرض الوطن وفي شتى أصقاع المعمورة، تروي حكاية قيادة أحبّت شعبها فأحبّها، وبذلت المعروف للقريب والبعيد من منطلق واحد هو احترام إنسانية الإنسان، فبادلها العالم كلّه المودّة والتقدير.

واصلَ الشيخ خليفة المسيرة وأعلى البنيان وحرص على تعظيم المنجزات، وترك بصمته خالدة في مرحلة التمكين، وأحدث نقلات نوعيّة في الكثير من المجالات عادت بالخير الوفير على الوطن والمواطن، سندُه في ذلك وعضيده هو الشيخ محمد بن زايد الذي لم يتوانَ عن حمل الأمانة وأدائها خير ما يكون الأداء في كل مسؤولية تولّاها، حاملًا الإمارات بين جوانحه، وباذلًا جهده بإصرار عزّ نظيره على أن تكون الوطن النموذج الذي تغبطه باقي الدول وتحاول السير على خطاه في التنمية والنهضة والتقدّم.

واليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، تخطو الإمارات نحو مرحلة أخرى من تاريخها الحافل والمشرّف، يحدو ركبَها ويقود مسيرتَها قائدٌ تمرّس على فنون القيادة، يلتفّ حوله شعبه بإجماع عزَّ مثيله، ويضرب أروع الأمثلة على ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم قائمة على المودّة والإخلاص والولاء والوفاء، في نموذج فريد يؤكد تميّز تجربة قامت على أسس متينة وقواعد راسخة وكانت نبراسًا أضاء الدروب نحو سعادة الإنسان ورفاهيته، وبعث الأمل وبشّر بأن القادم أفضل وأجمل، بإذن الله.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية