ما الذي يعيد أميركا إلى ليبيا؟
تايلور لوك*
بعد عقد من الزمن من قيام دول الناتو بالمساعدة في الإطاحة بمعمر القذافي، فإن الولايات المتحدة على وشك حمل الفصائل السياسية المنقسمة في ليبيا – على الاتحاد من أجل النفط. مدفوعون بأزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، عزز المسؤولون الأميركيون بشكل كبير من مشاركتهم في النزاعات الداخلية في ليبيا بعد سنوات من الغياب.

وتحرز الزيارات الدبلوماسية المكوكية المكثفة بين الحكومات الليبية المتنافسة، والفصائل، وأعضاء البرلمان، وقادة الحرب تقدماً نحو تسوية ليبية لتبادل إيرادات النفط وإعادة الإنتاج بالكامل. في أبريل، انخفض إنتاج البلاد إلى النصف. وللاحتجاج على تحويل إيرادات النفط بالكامل إلى الحكومة في غرب ليبيا، تم التخطيط لإغلاق حقول النفط. يقول أحد كبار المسؤولين الغربيين: «نصف نفط ليبيا خارج السوق الآن، وهو أمر ليس سيئاً بالنسبة لليبيين فحسب، بل أيضاً بالنسبة للاقتصاد العالمي».

ويأمل المسؤولون الغربيون، الذين يحاولون التوصل لاتفاقية بخصوص إيرادات النفط التي يشجعونها كنقطة انطلاق نحو تسوية سياسية أوسع. لكن المنافسة المحتدمة مع موسكو هي السبب في تركيز أميركا والغرب مجدداً على ليبيا.

موقع ليبيا على الجهة الجنوبية لحلف «الناتو»، يقول المسؤول الغربي الكبير إن البلاد «مجال يمكن أن يخضع للمنافسة الاستراتيجية.. إنها منطقة تركز عليها الولايات المتحدة بشكل كبير». على مدار أسابيع، عقد دبلوماسيون أميركيون، بقيادة سفير الولايات المتحدة في ليبيا ريتشارد نورلاند، اجتماعات مع المسؤولين والفصائل الليبية، الذين ينقسمون على نطاق واسع بين شرق وغرب ليبيا ولكن لديهم أيضاً مصالح فردية، في محاولة للتوصل إلى اتفاقية بخصوص إيرادات النفط. تتمثل الاتفاقية في إنشاء آلية شفافة بقيادة ليبيا، والتي من شأنها أن توجه إيرادات البنك المركزي لتمويل الأولويات الوطنية مثل الرواتب والإعانات وإعادة الاستثمار في البنية التحتية لصناعة النفط. بعد الحصول على قبول الجهات الفاعلة الليبية، يأمل الدبلوماسيون الغربيون أن تحل الصفقة المحتملة نزاعاً حول استخدام الإيرادات.

ومن خلال التأكيد على أن الاتفاق سيعود بالفائدة على الليبيين العاديين، يحاول الدبلوماسيون الغربيون استخدام ارتفاع أسعار النفط نتيجة الحرب الأوكرانية كحافز لإقناع الأطراف المتنافسة في ليبيا.

وقالت السفارة الأميركية في طرابلس في بيان شديد اللهجة في 27 أبريل: «يجب أن يدرك القادة الليبيون المسؤولون أن الإغلاق يضر الليبيين في جميع أنحاء البلاد وأن له تداعيات على الاقتصاد العالمي، ويجب إنهاؤه على الفور».

تقول فيرتي هوبارد، الباحثة في شركة استشارات تحليل الشؤون الليبية ومقرها واشنطن: «يريد الأميركيون إنهاء تسييس إيرادات النفط التي كانت مصدراً رئيسياً للصراع في ليبيا». من ناحية أخرى، يتم اتخاذ خطوات أولية لإعادة فتح السفارة الأميركية في طرابلس، التي تم إغلاقها منذ اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا في عام 2014، حيث تعمل سفارة الولايات المتحدة في ليبيا حالياً من تونس المجاورة. ويتطلب القرار النهائي لإعادة فتح السفارة في طرابلس موافقة كل من البيت الأبيض والكونجرس.

*كاتب أميركي متخصص في الشؤون العربية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»