ابتسم ديفيد بيرديو أمام الكاميرا، وهو يحاول أن يشرح للناخبين «الجمهوريين» في جورجيا سبب تحديه للحاكم الحالي لحزبهم، بريان كيمب.
وقال السيناتور السابق عن الحزب الجمهوري: «إنني أحب بريان. هذا ليس أمراً شخصياً، لكنه ببساطة خذلنا جميعاً ولا يمكنه الفوز في نوفمبر».
قد لا يكون الأمر شخصياً بالنسبة لبيرديو. لكن بالنسبة لدونالد ترامب، الداعم الرئيس له، فمن شبه المؤكد أن الأمر كذلك. منذ أن خسر الرئيس السابق في جورجيا بعد أن حصل على أقل من 12000 صوت في انتخابات عام 2020، ثم حاول دون جدوى إقناع الحاكم كيمب ومسؤولي الولاية الآخرين بإلغاء النتائج، كان إقصاء هؤلاء الجمهوريين خارج المنصب يمثل أولويةً قصوى لترامب. إنه يؤيد المرشحين في انتخابات جورجيا التمهيدية المقرر إجراؤها في 24 مايو، بما في ذلك منافس لوزير خارجية الحزب الجمهوري براد رافنسبيرجر، الذي قاوم طلب ترامب بـ«إيجاد» المزيد من الأصوات له في عام 2020. ومع ذلك فإن هدفه الأكبر هو كيمب، الذي تم تجنيد خصمه الأساسي مباشرةً من قبل ترامب.
ركز بيرديو حملتَه بالكامل تقريباً على مزاعم الرئيس السابق التي تم دحضها بشأن تزوير أصوات الناخبين على نطاق واسع. وفي مناظرة متلفزة يوم 1 مايو الجاري، قال إنه دخل السباق لأن الحاكم كيمب «تخلى عنا» في عام 2020 ولن يكون قادراً على توحيد الحزب لهزيمة ستايسي أبرامز، المرشح «الديمقراطي» لمنصب الحاكم.
ومع ذلك، إذا كانت جورجيا تمثل أحد أقوى الاختبارات لقدرة ترامب على ممارسة إرادته على حزبه، فإن جهود الرئيس السابق هنا تبدو غير كافية بشكل ملحوظ.
لأشهر، كان كيمب متقدماً بشكل مريح على منافسيه في استطلاعات الرأي، وقد جمع المزيد من الأموال. وفي الواقع، يشعر العديد من عملاء الحزب الجمهوري بالحيرة لأن بيرديو وافق على محاولة عزل حاكم محافظ يحظى بشعبية بأمر من رئيس مهزوم. ويواجه رجل الأعمال الثري الآن إذلالاً محتملاً في صناديق الاقتراع، بعد عام أو نحو ذلك من خسارة مقعده في مجلس الشيوخ في جولة الإعادة.
ربما تنم حملة بيردو الباهتة عن رغبة الناخبين الجمهوريين في المضي قدماً، على الرغم من الشكوك الواسعة التي لا يزال الكثيرون يحتفظون بها حول انتخابات 2020. بينما كان الحاكم كيمب يرشح نفسه استناداً إلى سجله، يبدو أن بيرديو عالق في عام 2020، بحسب إريك تانينبلات، حاكم جمهوري سابق لفترتين وأحد أبناء عم ديفيد بيرديو. وهو يضيف: «الانتخابات تتعلق بالمستقبل والناس مستعدون للتطلع إلى المستقبل. يبدو أن حملة ديفيد بيرديو تستند إلى الماضي».
ومن جانبه، دافع الحاكم كيمب عن طريقة تعامله مع انتخابات 2020 من خلال التأكيد على واجبه القانوني في المصادقة على النتائج بعد فشل الطعون القانونية لترامب. كما تحدث عن قانون الانتخابات الكاسح في جورجيا لعام 2021 الذي يقيد التصويت الغيابي، من بين تغييرات أخرى، حيث يقول الديمقراطيون إن القانون يضع حواجز أمام التصويت، ويمكن أن يحد من إقبال الأقليات.
نظم ترامب مسيرات حملته الانتخابية وحشد الأموال من أجل بيرديو، بينما كرر ادعاءه بأن الحاكم كيمب «ضعيف جداً» بحيث لا يمكنه الفوز بالمنصب في نوفمبر. لكنه تحوط أيضاً بالنسبة لفرص بيرديو، ربما مع التركيز على بطاقة نقاط التأييد الخاصة به.
وقال ترامب في أبريل الماضي: «دافيد رجل جيد. آمل أن يحقق الفوز»، لكنه أضاف: «ليس من السهل التغلب على حاكم حالي. تذكر هذا».
على الرغم من شعبية ترامب المستمرة بين الجمهوريين، يمكن للناخبين أن يتمسكوا بأمرين صحيحين في نفس الوقت، كما يقول تانينبلات. فالناس يعرفون أن ترامب لديه مشكلة مع الحاكم كيمب. لكنهم يعرفون أيضاً أن الحاكم كيمب يقوم بعمل جيد في جورجيا.
يقول المحللون إن كراهية ترامب لكيمب تنبع جزئياً من اعتقاده بأن الحاكم مدين له بدعمه في عام 2018، عندما واجه كيمب جولةَ الإعادة في الانتخابات التمهيدية ضد اللفتنانت كيسي كاجل. وبعد أن غرد الرئيس بتأييد مفاجئ له، فاز كيمب بسهولة في تلك الانتخابات وواصل تقدمه ليهزم السيدة آدامز، المرشحة الديمقراطية، في نوفمبر.
وبالنسبة لكيمب، فقد كان حريصاً على إرضاء قاعدته، بدءاً من السماح للجورجيين بحمل مسدس مخفي في الأماكن العامة دون تصريح، إلى العمل مع الهيئة التشريعية التي يديرها الحزب الجمهوري في جورجيا لخفض ضرائب الدخل ورفع رواتب المعلمين وموظفي الدولة، وهي السياسات التي سلطت وسائلُ الإعلام الأضواءَ عليها.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»