من الصفات المميزة لفيروس كوفيد-19، عدم تعرض الغالبية العظمى من الأطفال والمراهقين لمضاعفات خطيرة إذا ما أصيبوا بالعدوى. وإن كان هذا لا يمنع، أن بعض الأطفال تتدهور حالتهم بشكل خطير، وخصوصاً أولئك المصابين بأمراض مزمنة، مثل السكري، أو من يعانون من اختلالات وراثية، أو من الأزمة الشُعبية وغيرها من الأمراض التنفسية.

ومن المعروف أيضاً، أن نسبة من المصابين بما في ذلك الأطفال، يظلون يعانون أعراضاً متنوعة بعد الشفاء من العدوى، تشمل الإحساس الدائم بالإرهاق، والصداع، وغيرها من الأعراض، والتي قد تستمر لأسابيع أو شهور، وهي الحالة التي يطلق عليها «متلازمة كوفيد طويل المدى».

وأخيراً، يتعرض بعض الأطفال، وهم قلة بسيطة، لحالة من الالتهاب العام، يصيب عدداً من الأعضاء والأجهزة الحيوية خلال المرحلة الحادة من العدوى، وقد تؤدي للوفاة. وبناء على ما سبق، توصي الجهات الصحية المعنية، بضرورة تطعيم الأطفال. فمثلاً، توصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الأطفال فوق سن الخامسة، وذلك للأسباب التالية.

أولاً: حماية الأطفال من التعرض للمضاعفات الخطيرة وقت المرحلة الحادة، ووقايتهم من الإصابة بكوفيد طويل المدى لاحقاً. ثانياً: كسر سلسلة انتقال العدوى بين أفراد المجتمع. فحتى لو كان غالبية الأطفال لا تظهر عليهم أعراض شديدة وقت الإصابة، إلا أنهم يظلون مصدر عدوى لكبار السن. ثالثاً: تنفيذ حملات تطعيم على نطاق واسع، تشمل البالغين والأطفال، سيسمح باستعادة النشاطات الاقتصادية، وإعادة فتح المؤسسات التعليمية، التي لن تضطر للإغلاق بين الحين والآخر.

ورغم أن التوصيات الحالية توصي بتطعيم الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات الشديدة أولاً، مثل كبار السن، وأفراد الطاقم الطبي، والمصابين بأمراض مزمنة، إلا أنه في حال تم تطعيم هذه الفئات، فيجب أن تشمل حملات التطعيم باقي أفراد المجتمع، من الأطفال والبالغين. وحالياً تعتمد منظمة الصحة العالمية تطعيم فايزر-بيونتك للأطفال فوق سن الخامسة، وتطعيم مودرنا للأطفال بداية من سن الثانية عشرة، وتعمل المنظمة الدولية حالياً على تحليل بيانات الدراسات السريرية التي أجريت على التطعيمات الأخرى، التي حصلت سابقاً على الموافقة بالاستخدام في البالغين.

وإن كانت بعض الدول قد رخصت باستخدام تطعيمات أخرى في الأطفال، لم تحصل بعد على اعتماد منظمة الصحة العالمية، بناء على تحليل بيانات الدراسات من قبل الجهات الصحية المعنية في هذه الدول، وبعد تأكدها من سلامة وفعالية تلك التطعيمات في هذه الفئة العمرية. فبعد شهور من تطعيم ملايين الأطفال حول العالم، أصبح من الواضح أن الأعراض الجانبية لتلك التطعيمات نادرة الحدوث، وإن كان من الطبيعي أن يصاب الأطفال بعد التطعيم بحمى بسيطة، وألم مكان الحقن، وأحياناً آلام جسدية لمدة يوم أو يومين، مثلهم في ذلك مثل البالغين.

* كاتب متخصص في الشؤون العلمية والطبية.