في هذه المرحلة المفصلية لدول الخليج العربية، وإيماناً من قيادات الخليج بأهمية الدور الاستراتيجي والقيادي الذي تقوم به المرأة في المجتمع، كأم قيادية، ومثقفة، وعاملة، ومبدعة، وملهمة.. وتأثيرها الكبير في التقدم والتغيير، فإن دورها الثقافي والعلمي أيضاً يحظى باهتمام كبير تترجمه محددات التمكين الذي حظيت به المرأة في السنوات الأخيرة، لاسيما في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت وما تزال موضع دعم كامل وجاد من قيادتي البلدين ومحل ثقة فائقة في مهاراتها وقدراتها وإيماناً بضرورة تواجدها في شتى القطاعات واضطلاعها بمهام لا تقل شأناً وأهميةً عما يقوم به شريكها الرجل.

وبناءً على ذلك، فإن تعزيز دور المرأة وتعظيم مساهمتها في التنمية والبناء ينطلقان من إيمان كامل بأنها تشكّل ركيزةً أساسيةً من ركائز التطور المجتمعي والتنموي للأوطان.

وتشكل المرحلة الحالية انتقالاً نوعياً كبيراً لإبراز دور المرأة وتعزيز مكانتها في مجتمعاتنا العربية، حيث تضلع دول الخليج بدور مهم في استضافة عدد من المنتديات والمؤتمرات المتعلقة بهذا الشأن. فبعد انطلاق منتدى المرأة العربية في المملكة العربية السعودية في عام 2018، ثم انتقاله إلى البحرين في عام 2019، فقد احتضنت دولة الإمارات يومي 17 و18 من شهر مايو الماضي فعاليات منتدى المرأة العربية، الذي يُعنى بقيادات الأعمال النسائية ويسلط الضوء على الدور المتغير للمرأة العربية في الشرق الأوسط، ويبرز الدور النسائي الرائد على الصعيد الإقليمي ويستعرض القفزات الهائلة التي تمكنت المرأة العربية من تحقيقها، ويوفر منصة لمناقشة القضايا الرئيسية للمرأة والتحديات التي تواجهها والفرص المتاحة لها مستقبلاً.

وقد سلط المنتدى خلال دورته الأخيرة، المنعقدة في دبي، الضوءَ على طيف كبير من القضايا والمواضيع الخاصة بالمرأة، بما في ذلك صورة المرأة العربية، ونظام الحصص النسائية، ومكان العمل المستقبلي، ورائدات الأعمال، والنساء العربيات في مجال التكنولوجيا.. وذلك بمشاركة كوكبة من أبرز المسؤولات الحكوميات وقائدات الأعمال والأكاديميات والتكنوقراط ورائدات الأعمال وقائدات الفكر من جميع أنحاء العالم.

واستكمالاً للدعم الكبير الذي تحظى به المرأة في الإمارات، فقد أُقيم في الأسبوع الماضي محفلٌ ثقافيٌ وعلميٌ مهيبٌ تمثل في منتدى «الجائزة العربية للمرأة الملهمة»، والذي تنظمه «مؤسسة الرّخ» الإماراتية، وتهدف الجائزة إلى دعم المرأة العربية والدفع بمسيرتها إلى آفاق أرحب من الريادة والتنمية، وتكريم نساء عربيات متميزات في حقول العمل والإبداع المتنوعة، وإبراز نماذج مشرِّفة وملهمة لدور المرأة داخل مجتمعاتها وتشجيع المؤسسات الحكومية والخاصة على دعم وتمكين المرأة العربية وتسليط الضوء على إنجازاتها واستعراض أبرز وأهم قصص نجاحاتها، بالإضافة إلى تقدير دور القيادات النسائية الفعّال ومساهمتهن في نمو مجتمعاتهن وتفوقهن في المجالات المتعددة، ودعم طموحات المرأة عن طريق تعزيز مهاراتهن القيادية لتحقيق التميز والنجاح وتفعيل دورهن في التنمية المستدامة، فضلاً عن تحفيز الأجيال النسائية الواعدة وتشجيعهن للسير على خطى الفائزات وإلهامهن من أجل تأدية دورهن في التنمية والبناء.

وتغطي الجائزة عدداً من المجالات المهمة من أبرزها: الثقافة، والإعلام، والتعليم، والرياضة، الفنون والتسامح والتعايش، والعمل الإنساني، والدبلوماسية الثقافية، والعمل المؤسسي، والعمل التطوعي، والخدمات المجتمعية، والمعرفة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى فئتي الطفل وأصحاب الهمم. وأخيراً، فإن المرأة في السعودية والإمارات، في الوقت الحالي، تحظى باهتمام ودعم منقطعي النظير، في مؤشر كبير على مستقبل مشرق ودور أكثر وأعظم تأثيراً.

 *كاتبة سعودية