سيظل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نموذجاً للقائد الملهم والمؤسس الرائد في بناء دولة ناجحة وناهضة. فهو الذي أسس هذا الاتحاد الإماراتي الذي سار من بعده على نهج المؤسس نفسه وبقيادة خلَف استمروا على النهج ذاته. إنها اللبنات التي أسسها الشيخ زايد ووضع مداميكها الأولى لكي تنمو وتترعرع وتتطور إلى ما شاء الله لها أن تكون بإذنه تعالى. وقد جنى اللاحقون من أبناء الإمارات الثمارَ الطيبةَ مِن حَصاد ما زرعه مَن أفنى عمرَه في خدمة شعبه ولصالح بلده، بعد أن ارتضوه قائداً لهم نحو العلا والمجد، فسطر بحكمته ونفاذ بصيرته أروعَ الأمثلة في قيادة شعبه إلى بر الأمان، أي إلى إقامة دولة الاتحاد المتطورة في كل مجال من مجالات الحياة. لقد خطت الإمارات في عهده خطواتٍ واسعةً وضخمةً على أكثر من صعيد ومجال.

وإننا مهما تحدثنا في هذا الصدد فلن نستطيع أن نوفي الشيخ زايد حقَّه. فمن مجال الصحة إلى مجال البيئة إلى مجال التنمية العمرانية.. وغيرها من المجالات التي شملت كافةَ أنحاء أرض الإمارات.. إلى جهوده من أجل حفظ السلام في أكثر من بؤرة للصراع في العالم أجمع.. يشهد الجميع للإمارات بجهودها في هذه المجالات ونجاحاتها منقطعة النظير. وكان الشيخ زايد أحد أهم رواد مبدأ التعاون بين الناس والمجتمعات والدول، ولعلنا هنا نذكر بأنه أول من طرح فكرةَ إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي جمع بلدان الإقليم في قمة تأسيسية عُقدت بدعوة منه في أبوظبي عام 1981، فكانت تلك القمة نواةَ خير وبركة في مسيرة حافلة بالخير والنماء والعلاقات الطيبة بين شعوبها. إن التذكير بمآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يكاد لا ينقطع في أي مناسبة وطنية إماراتية ومع كل إنجاز من الإنجازات الكثيرة التي تحققها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يذكر الجميع مناقب المؤسس العظيم وسيرته التي توضح كيف أنه أعطى كلَّ ما لديه لهذا الاتحاد المبارك، وهو ما يفسر حجمَ الإنجازات التي تحققت في عهده الميمون. وما من شك في أنه يمكن للأجيال الحالية واللاحقة الاستفادةَ من سيرته والنهل من ذكراه وذكرى الإنجازات الرائدة التي حققها، كي يكون ذلك نبراساً لهم في مواجهة المستقبل وقضاياه وما يشهده العالَمُ من تحديات متزايدةِ التعقيد.

 *كاتب كويتي