لدى دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة كبيرة بين شقيقاتها في محيطها الخليجي والعربي. وبفضل جهود القيادة الرشيدة على الصعيد الدبلوماسي، تطورت علاقات الدولة منذ تأسيسها مع الدول الكبرى، وأرست معها علاقات راسخة متنوعة من أجل المصلحة المشتركة، وضماناً لرفد مسيرة التنمية بكل ما يمكن الاستفادة منه سواء على صعيد العلوم والثقافة.

وضمن هذا الإطار تأتي العلاقات الفرنسية- الإماراتيية، التي تعد نموذجاً للنجاح الدبلوماسي، وللتعاون المثمر في المجالات كافة، خاصة الثقافية والتعليمية. وكانت الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، إلى جمهورية فرنسا هي الأولى لبلد صديق، منذ تولى سموه الرئاسة، حيث إنّ جمهورية فرنسا كما عُرف عنها تاريخياً بأنها أول بلد تتعاون معه الإمارات في وضع اتفاقية أمنية في فترة السبعينيات، وقد استمرت مسيرة التعاون إلى وقتنا الراهن، ليتخذ أطراً مؤسسية واتفاقيات مشتركة تعزز العلاقات بين البلدين.

عمق العلاقات وتطورها جعل فرنسا جديرة بأن تكون المحطة الخارجية الأولى لصاحب السمو رئيس الدولة، وهو استحقاق له ما يبرره على أرض الواقع من خلال أوجه ومسارات التعاون بين البلدين في الشؤون العلمية والثقافية والمعرفية، لا سيما متحف لوفر  أبوظبي هو أروع نموذج يمكن الاحتذاء به في مسألة تطوير العلاقة الثقافية بين البلدين، لما يحققه المتحف من تواصل حضاري وتقارب بين الشعوب، وتحقيق مساهمة معرفية تعزز مكانة أبوظبي كوجهة ثقافية في المنطقة. التبادل الثقافي بين البلدين واضح على أرض الواقع، واللوفر هي الواجهة الأروع لتعزيز معنى المحتوى الثقافي كرافد مهم في العلاقة بين الإمارات وفرنسا.

وأيضاً، بادرت الإمارات العربية المتحدة بتقديم كل العون والمساندة للقيام بترميم مسرح نابليون الثالث، الذي يعد من بين أحد أكبر المعالم الثقافية. فإنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشاد في جولته في إكسبو 2020 دبي بنجاح الإمارات في تنظيم المعرض العالمي، حين زارَ ماكرون إكسبو دبي في 3 ديسمبر 2021، آنذاك تم التأكيد على فاعلية التعاون الوطيد بين البلدين.

ولعبت البعثات الفرنسية لاكتشاف الآثار دوراً مهماً في تسليط الضوء على تاريخ الإمارات ورصدت بعض محطات التواصل الحضاري على أرض الدولة منذ آلاف السنين.

اللغة الفرنسية بات لها مكان على مقاعد الدراسة بالمؤسسات الأكاديمية الإماراتية مثل جامعات الإمارات العربية والمتحدة، كما بات لها مكانة مرموقة للتعليم ونشر العلمِ بلغتها الأصلية في جامعة السوربون بأبوظبي، وهذا يدل على أن التعليم أيضاً بات رافداً مُعززاً للعلاقات بين البلدين.

* كاتبة إماراتية