تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على ريادة مبادرات السلام وتبنّي حقوق الإنسان والمساواة، على المستويين الإقليمي والعالمي، انطلاقاً من دورها العالمي في تحقيق الأمن والسلام الدولي، ضمن جهودها في ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش ومكافحة التمييز والتطرُّف والعصبية، التي تبلْوَرت من خلال إعلان المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، عام 2019، عاماً للتسامح.

وترى دولة الإمارات أن تحقيق السلام وحقوق الإنسان والمساواة، لا تقتصر على البالغين وكبار السن، وإنَّما تؤكِّد في كل مناسبة ضرورة بدء المسيرة نحو تحقيق ذلك منذ طفولة الإنسان ونعومة أظفاره، لذلك شهدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يؤكِّد خلال شهر مارس الماضي بمناسبة يوم الطفل الإماراتي، أن الاهتمام بالطفولة هو اللبنة الأولى في بناء الأجيال وصناعة مستقبل الأمم، وشدَّد على أن حماية حقوق الطفل وضمان التنشئة السليمة له ستظل دائماً على قمَّة أولويّات قيادة الدولة.

ولم تقصُر دولة الإمارات تلك الجهود الرامية لتحقيق السلام على مبادراتها الفرديّة، وإنّما سعت دائماً إلى أن تكون منارة لنشر ثقافة التسامح والسلام وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام عالميّاً، لذلك حرصت نائبة المندوبة الدائمة للإمارات في الأمم المتحدة، في بيان دولة الإمارات أمام مجلس الأمن الدولي، على أن توصي المجتمع الدولي بالقيام بمسؤوليته تجاه تطوير برامج إعادة الاندماج لدعم الأطفال المتأثرين من النزاعات، وإعادة تأهيلهم وضمِّهم إلى مجتمعاتهم.

ولم يتوقَّف اهتمام دولة الإمارات عند التوصيات والشعارات، وإنّما تُرجِم ويُترجم على أرض الواقع من خلال مبادرات محليّة وخارجية عديدة، فعلى المستوى الداخلي احتضنت دولة الإمارات مبادرات مثل «وقاية الأطفال من الإصابات» التي أطلقتها شرطة أبوظبي في صيف عام 2019، و«وحدة حماية الطفل» التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم نهاية عام 2019.

أمَّا المبادرات الخارجية التي تبنَّتها دولة الإمارات لحماية الطفل، فمن أبرز أمثلتها مبادرة «جمع ألعاب لأطفال اليمن»، التي أطلقها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في صيف عام 2019 بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسَّسة التنمية الأسرية، إضافةً إلى مبادرات أخرى، مثل «لوّن حياتهم» لدعم مرضى السرطان في المستشفيات المصرية، و«عالج» لتقديم الرعاية الصحية للأطفال والسيدات في عددٍ من الدول. وهكذا تترجِم كلُّ هذه الجهود ما تبذله دولة الإمارات من جهود في نشر ثقافة التسامح والسلام وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة التي تنظر إلى العالم نظرة أشمل وأوسع تستدعي بذل كلّ ممكن في سبيل تحقيق أمنه واستقراره.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.