أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية قيم التسامح والحوار والعيش المشترك باعتبارها مطلباً ضروريّاً للدول والمجتمعات على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم وأعراقهم، وهو ما دفعها إلى إعلان عام 2019 عاماً للتسامح، لتعميق تلك القيم الأصيلة التي نشأ عليها شعب دولة الإمارات منذ عهد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتركيز وجودها لدى الأجيال الجديدة لينعم المجتمع بأمنٍ واستقرار يحقّقان له التنمية والتقدم والازدهار في مختلف المجالات.
وتسعى دولة الإمارات من خلال انتهاجها سياسة التسامح وقبول الآخر إلى نشر هذا المفهوم وتعزيزه، ليس على الصعيد الداخلي فحسب، بل على مستوى العالم أجمع، حيث أدّت دوراً محوريّاً فاعلاً بتوقيعها اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، إلى جانب العديد من المبادرات العالمية الأخرى التي تؤكد الدولة من خلالها ضرورة تأصيل مبدأ الأخوّة الإنسانية لمواجهة مختلف التحديات التي تعصف بالعالم.
ومن هذا المنطلق دعت شمّا المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب في ندوة «دور الشباب من أجل بيئة أفضل» التي نظّمها جناح مجلس حكماء المسلمين، في «معرض الكتاب الإسلامي» بإندونيسيا 2022، إلى تعزيز معنى الأخوّة الإنسانية في التعامل مع التحديات التي تواجه العالم اليوم، وفي مقدّمتها التحديات البيئية، وقالت إنّنا بحاجة إلى التمسك بالقيم الإنسانية لتعزيز التواصل بيننا. 
لقد تميّزت سياسة الإمارات بفضل نهج قيادتها الرشيدة بالواقعية والشفافية والوضوح، وترسيخ القيم والجوانب الإنسانية والعمل للسلام واعتماد الانفتاح ضمن أسسها الثابتة، الأمر الذي أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في «قمة جدة للأمن والتنمية»، بقوله إن سياسة الدولة «قائمة على التوازن وتوسيع قاعدة المصالح مع دول العالم لخدمة أهداف التنمية الوطنية والسلام والاستقرار في العالم»، وإنّها «شريك رئيسي في نهج الاستقرار والازدهار الذي يقوم على السلام والتنمية، وتعميم ثمارهما في المنطقة والعالم».
تلك الرسائل التي تبثّها دولة الإمارات من خلال حضورها الفاعل في المحافل الدولية، التي تركز فيها على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة والسعي للحد من الصراعات والحروب ومواجهة القضايا والتحديات التي يشهدها العالم من جوع وفقر وقلق بشأن المناخ والطاقة والأمن الغذائي، وغيرها من الأزمات التي تهدّد المستقبل، ما هي إلا تأكيد لدورها التنموي والريادي في المنطقة، وترسيخ لمكانتها الدولية باعتبارها عاصمة عالمية للتسامح.

*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية